إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) من كتاب "المحاولة والخطأ"
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 467 - 477"

تمثل الرغبة الوطنية لشعب عظيم قديم ولو أنه مشتت وقد قدمناه بعد مفاوضات وأحاديث استمرت ثلاث سنوات مع البارزين من ممثلي الأمة البريطانية".

        .. وعندما عرض موضوع فلسطين على وزارة الحرب ألقى أدوبين مونتاغ خطابا قويا ضد الخطوة المقترحة ويمكن استخلاص الحجج التي أدلى بها من مجمل الدعاية التي نشرتها الحركة المعادية للصهيونية والتي أشرت إليها في الصفحات السابقة فلم يكن لديه شيء جديد يستطيع قوله، لكن الحماس الذي لازم تقديمه لآرائه وبلادة الحس التي كانت بادية في معارضته كل ذلك أذهل الوزارة وقد علمت بأنه كان يبكي وهو يتكلم ولما انتهى من أقواله اقترح لويد جورج وبلفور دعوتي للاجتماع بالوزارة.

        ... لا شك في أن معارضة مونتاغ مقرونة بالهجوم المؤيد الذي كانت الجماعة الصغيرة المعادية للصهيونية تقوم به منذ عدة أشهر ورسائلهم إلى الصحافة ونشراتهم وبعضها كتبها لوسيان وولف باسم مستعار ومقابلاتهم الحماسية لموظفي الحكومة كل ذلك يجعلهم مسئولين عن صيغة التسوية التي قدمتها وزارة الحرب بعد أيام قلائل.

        .. وفي التاسع من شهر أكتوبر أبرقت للقاضي برانديز بما يأتي:

        لقد اقترحت الوزارة بعد بحث تمهيدي تعديل الصيغة على الشكل التالي:

        "ان حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين الرعاية إلى إنشاء وطن قومي للعنصر اليهودي وستبذل أقصى جهودها لتسهيل الوصول إلى هذه الغاية على أن يفهم بجلاء بأن لا يعمل شيء يجحف بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية الموجودة حاليا في فلسطين أو الحقوق والمركز السياسي اللذين يتمتع بهما هذا النوع من اليهود الذين اطمأنوا تماما لقوميتهم وجنسيتهم الحالية في أي بلد آخر، ومن المحتمل جدا أن يطلب منا المثول أمام الوزارة عندما تنتهي المفاوضات في خلال أسبوع ومن الجوهري لنا أن لا نحصل على مصادقة الرئيس على النص فحسب بل على توصية منه لمنح هذا التصريح دون تأخير زد على ذلك أن أقصى رغبتنا في الحصول على تأييد منكم وعلى رسالة تفيض بالحماس من صهيوني أمريكا ومن البارزين من غير الصهيونيين نحن في حاجة ملحة إلى تأييدكم".

        وبمقارنة النصين أحدهما الذي أقرته وزارة الخارجية ورئيس الوزارة والآخر الذي وضع في 4 أكتوبر بعد هجوم مونتاغ - يظهر التراجع المؤلم حيال ما كانت الحكومة نفسها مستعدة أن تقدمه فالأول ينص على أن "فلسطين يجب أن يعاد انشاؤها كوطن قومي للشعب اليهودي" والآخر يتكلم عن "تأسيس وطن قومي في فلسطين لعنصر اليهودي" والأول ينص فقط على أن الحكومة ستبذل أقصى جهودها لتأمين الوصول إلى هذه الغاية وإنها ستبحث الوسائل الضرورية مع المنظمة الصهيونية والثاني يبرز موضوع "الحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية الموجودة حاليا" على وجه من الممكن معه أن ينسب لليهود المقاصد السيئة كما أن بالإمكان تفسيرها بأنها تعني تقييد عملها أو تعطيله بالمرة.

        وهكذا فإن المعارضين للصهيونيين هم وحدهم الذين وصلت أقوالهم لوزارة الحرب في جلسة 4 أكتوبر ولم تعط لنا فرصة لتقديم وجهة نظرنا ولم تعرف الوزارة في واقع الأمر ماذا تفعل بهؤلاء المعرقلين من اليهود. أن سايكس وايمري وأورمسبي

<10>