إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) من كتاب "المحاولة والخطأ"
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 467- 477"

         وحوالى 18 سبتمبر علمت أن تصريحا قد يحدث في اجتماع الوزارة وقد تغيب عن الاجتماع لويد جورج وبلفور وأن تدخل ادوين مونتاغ القوى قد أدى إلى سحب الموضوع من جدول الأعمال، وفي نفس اليوم تسلمت كتابا من لورد روتشيلد قال فيه:

         إنى كتبت إلى بلفور وطلبت إليه تحديد مقابلة يوم الخميس أو الجمعة أولا تذكر أني قلت لك في لندن حالما اطلعت في الصحف على نبأ تعيين مونتاغ أنني أخشى أن يحل بنا ما وقع؟

         إنى لم أشعر باليأس كاللورد روتشيلد لكن الموقف كان نكدا، أننا قابلنا بلفور متفرقين، أنا في التاسع عشر من الشهر ولورد روتشيلد في الواحد والعشرين منه وقد شجعني بلفور لأبعد الحدود وقال لي أن عطفه لم يتغير بسبب موقف مونتاغ واستطعت أن أبعث بالبرقية التالية إلى برانديز في نفس اليوم.

         "لقد تلا إقرار نص التصريح من وزارة الخارجية ورئيس الوزراء تقديمه إلى وزارة الحرب (1) أن حكومة جلالته تقبل مبدأ أن فلسطين يجب بناؤها كوطن قومي للشعب اليهودي (2) إن حكومة جلالته ستبذل أقصى جهودها لتأمين الوصول إلى هذه الغاية، وستبحث الطرق المناسبة مع المنظمة الصهيونية. وأضفت إلى البرقية أن معارضة (الاندماجيين) متوقعة وأنه إذا أمكن الحصول على تأييد الرئيس ولسون برانديز للنص فسيكون في ذلك العون الأكبر".

         وقد أظهر بلفور نفس الصلابة في موقفه كما فعله معي، فقد كتب لى لورد روتشيلد بعد مقابلته لبلفور في 21 سبتمبر. "لقد قلت له إن لدي بينة بأن أحد أعضاء الوزارة كان يعمل ضدنا وقد أجاب (بلفور) على الفور أنه ليس عضوا في الوزارة بل وفي الحكومة فقط وأعتقد أن آراءه كانت خاطئة تماما".

         وفي الواحد والعشرين من الشهر حادثت سمطس العضو في وزارة الحرب وحصلت منه على تأكيد لولائه وكنا نبذل في نفس الوقت أقصى جهدنا لوصف نشاط الاندماجيين الذين كانوا يهاجموننا في سلسلة من المقالات في الصحف وفي الثامن والعشرين تكلمت مع لويد جورج الذي أدخل مذكرتنا في جدول أبحاث وزارة الحرب في اجتماعها المحدد له الرابع من شهر أكتوبر - وفي الثالث من الشهر كتب إلى وزارة الخارجية الكتاب التالي بقصد تحويله إلى وزارة الحرب.

         "لا نستطيع أن نتجاهل الإشاعات التي تنبئ بأن موضوع المعارضين للصهيونيين سيثار في اجتماع وزارة الحرب من قبل شخصية يهودية بارزة لا تتبع وزارة الحرب وإننا في مركز لا يسمح لنا أن نتحقق من صحة هذه الاشاعات أو نفيها ومن هذا لا نستطيع نقد الوقائع حتى لو ثبت أن الإشاعات كانت صحيحة، وإنما الواجب يقضي علينا بأن ننوه بكل احترام إلى أننا بتقديم قرارنا هذا فإننا نودع لدى وزارة الخارجية ووزارة الحرب الامبراطورية مصالح قومنا ومصير الصهيونية آملين أن المشكلة سيعنى بها على ضوء المصالح الامبراطورية والمبادئ التي قام التحالف من أجلها، وإننا لنتردد في الاعتقاد بأن وزارة الحرب ستسمح للرأي المتشعب حول الصهيونية والقائم بين يهود العالم بأن يأخذ طريقه إليكم بأسلوب موحد يلفت الأنظار.

         وحيثما كان هنالك جمهور من الناس يطالب بالاعتراف به كأمة فهناك تنشأ قضية كاملة لمثل هذا الاعتراف ونحن قدمنا نص التصريح بالنيابة عن المنظمة التي

<9>