إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان اللجنة التنفيذية العربية في الرد على الكتاب الأبيض الإنجليزي الصادر في أكتوبر سنة 1930
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 441 - 465"

بكميات كبيرة وقودا للجيوش التركية والقطارات العسكرية وبيارات برتقال عديدة تركت بلا ري فلم تعط ثمرا وكانت البلاد في حالة فقر وبؤس عامة".

         3 - غادر السير هربرت صموئيل فلسطين سنة 1925 دون أن يصلح شيئا في الحالة التي تقدم وصفها. فكانت همته وغيرته في خلال الخمس السنوات المشار إليها مصروفتين لوضع البلاد اقتصاديا وإداريا وسياسيا في حال يسهل معها تأسيس الوطن القومي اليهودي بقطع النظر عن الأضرار الجسيمة التي كانت تلحقها هذه السياسة بالحالة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.

         4 - وقد أسس حكومة مدنية في فلسطين أوسع نطاقا عما كانت عليه الإدارة التركية بثمانية أضعاف بدون حاجة لذلك وأرهق الفلاح بضرائب ثقيلة لا قبل له بها لا سيما أن البلاد لم تكن حينئذ فقيرة فقط بل كانت مشرفة على الإفلاس التام وقد عمل فوق هذا كله على تنزيل أسعار غلال البلاد تنزيلا عظيما بإصداره أوامر من وقت إلى آخر بمنع تصديرها إلى الخارج. ففي سنة 1920 مثلا كانت أسعار حاصلات البلاد عالية جدا وكان الفلاح واثقا بتصفية ديونه ويستند إلى أساس مالي ثابت فأمر السير هربرت صموئيل، بمنع تصدير الحبوب والزيت وهي أساس ثروة البلاد فتضخمت الأسواق المالية بهذه الحاصلات وعقب ذلك هبوط في الأسعار بصورة هائلة.

         فالفلاح لم ير له مخرجا أمام هذه الكوارث الاقتصادية إلا ببيع أرضه أو قسم منها للمشتري اليهودي الوحيد الذي خرج بهذه الصورة من أسواق الأراضي بصفقة رابحة جدا. وكأن الحكومة لم تكتف بذلك حينئذ بل ضغطت في سنة 1921 على الفلاح لدفع أقساط ديونها وبدأت في تصفية البنك الزراعي العثماني وحصلت قسما كبيرا منه جبرا فما أتت سنة 1922 حتى وجد الفلاح نفسه عاجزا عن حرث أراضيه وهذا ما اعترف به السير هربرت صموئيل نفسه في تقريره المشار إليه دون أن يذكر أنه هو السبب الفعال في ذلك:

         "ان القسم الأعظم من الأراضي الزراعية باق تحت تصرف العرب وفي كل عام يترك قسم كبير منها بلا حرث".

         وغير خفي أن الفلاح الفلسطيني كان يزرع في الماضي أراضيه كلها وكان، يجهل تماما الأزمات الاقتصادية التي وضع السير هربرت صموئيل البلاد فيها عن عمد.

         5 - فالعرب الذين كانوا يرون أنفسهم مهددين بإضاعة منابع ثروتهم من جراء السياسة الخانقة التي كانت تتبعها حكومة فلسطين اضطروا إلى إرسال وفد إلى لندن في سنة 1922 لمفاوضة الحكومة الانجليزية بشأن إلغاء وعد بلفور وتأسيس حكومة وطنية ذات مجلس نيابي في فلسطين ولقد كان من نتيجة هذه المفاوضة أن أصدرت الحكومة الكتاب الأبيض الذي بينت فيه خطتها السياسية والمعنى الحقيقي الذي قصدته من وعد بلفور.

         وقد أخذت حكومة مكدونالد بهذا المعنى في سياستها الحاضرة.

تفسير الحكومة الانجليزية لعبارة "الوطن القومي اليهودي":

         6 - إن الكتاب الأبيض الصادر في سنة 1922 فسر في هذا الوعد بالصورة الآتية:

<2>