إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) تقرير اللجنة الدولية المقدم إلى عصبة الأمم عن حائط المبكي
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 479 - 530"

        (ب) تكرر وصفة العبادة عئد الحائط.

        1 - في أثناء القرون الأولى بعد خراب الهيكل اعتاد اليهود الذهاب إلى الحائط مرة في السنة. من المرجح أن تكون يوم تذكار خراب الهيكل (9 آب عبري) وبعد ذلك أخذوا يكررون ذهابهم إلى الحائط، ليس كزوار فقط بل في الأعياد الدينية المختلفة وفي أيام السبت أيضا (إذا استثنينا مدة من الزمن انقطعوا فيها عن الذهاب إليه في عهد الصليبيين). وبعد أن افتتح العرب مدينة القدس لم يمنعوا اليهود من الذهاب إلى الحائط. ومنذ أواخر القرن الثامن عشر ازدادت إقامة اليهود - وازدادت التضرعات عند الحائط ازديادا كبيرا بسبب نمو الشعب اليهودي في فلسطين وبوجه خاص في القدس.

        2 - ورد في المذكرة التي قدمها فريق اليهود أن صلوات اليهود عند الحائط كانت في خلال الأجيال العديدة تقتصرعلى البكاء والنواح وأن الأتقياء منهم كانوا يقتربون من الحائط ويلمسونه بجباههم ويبللونه بدموعهم ويضعون في شقوق الحجارة أحيانا قصاصات من الورق تتضمن استرحامات وتمنيات دينية.

        غير أن اليهود أخذوا بعد ذلك يقرأون أو يتلون بعض المزامير وقطع من أسفار. موسى أو الصلاة عند الحائط ومنذ القرن الثامن عشر على الأقل أخذوا يستعملون كتبا مطبوعة تتضمن ترتيب الخدمة الدينية ومختلف الصلوات التي تتلى عند الحائط. وقد أخذت الصلاة بعدئذ صبغة خدمة دينية حقيقية تتطلب استعمال بعض الأدوات التي تستعمل أثناء الصلاة في الكنيس.

        ويدعي اليهود بناء على ذلك أن استعمال أدوات كالمقاعد وستار لفصل الرجال عن النساء وخزانة تتضمن أسفار التوراة وقناديل طقسية وطشت للغسيل الخ. كان شائعا عند الحائط ومسموحا به من الحكومة أيضا قبل نشوب الحرب العظمى بمدة طويلة. فوفقا لحجة اليهود يجب اعتبار هذه الحالة بأنها هي الحالة الراهنة (ستاتيكو) والحقوق المرعية التي تشير إليها (المادة 13) من صك الانتداب. ولهذه الغاية أشار اليهود أيضا إلى الفرمانات الممنوحة سنة 1481 و 1889 و 1893 المار ذكرها. وفضلا عن ذلك يدعي اليهود أنهم في بعض الأحيان أثناء الدور التركي اشتركوا في نفقات رصف الممر عند الحائط ويزعمون بأن ذلك لما يثبت أن من المسلم به أنه كان لليهود بعض الحقوق وعليهم بعض الواجبات بذلك الشأن.

        فضلا عن ذلك يدعي فريق من اليهود أيضا أن "المادة 15" من صك الانتداب تقضي على الدولة المنتدبة بأن تضمن لليهود حرية العبادة عند الحائط حسب الطريقة المفروضة في شعائرهم وطقوسهم الدينية بدون أدنى تداخل من العرب أو من أتباع أي مذهب آخر، بل يطلبون، فضلا عن ذلك، أن يمنع العرب من ازعاج اليهود في أثناء صلواتهم سواء بسوق الدواب في الممر عند الحائط أو بتكليف مؤذن بالآذان في جوار الحائط أو بإقامة "الذكر" في الساحة الكائنة عند الطرف الجنوبي من الحائط الأمور التي يعترض اليهود على إقامتها لما يحدث فيها من الضجة المقلقة. ويرى وكلاء فريق اليهود أن هذه اللجنة لها نفس الصلاحية التي للجنة الأماكن المقدسة. إلا أن فريق اليهود لم يدع بملكية الحائط. وفي رأيه أيضا أن الحائط لا يعتبر ملكا حسب المعنى المفهوم من هذه الكلمة إذ أنه من صنف الأملاك المقدسة أو التي لا يمكن الاتجار فيها. واستنادا إلى هذا الرأي احتج على كل الانشاءات الجديدة على اختلاف أنواعها

<14>