إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) تقرير اللجنة الدولية المقدم إلى عصبة الأمم عن حائط المبكي
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 479 - 530"

       والحائط الغربي للحرم الشريف هو، على العموم، بناء يبلغ طوله ما يزيد على المائة متر وعلوه نحو العشرين مترا. والحجارة الضخمة الكبيرة الكائنة في أسفل بناء الحائط وعلى الأخص المداميك الستة المنحوتة منها يرجع عهدها حسب رأى أغلب علماء الآثار إلى زمن هيكل هيرودس (أي الهيكل الثاني الذي أعيد بناؤه). ويرى على عدد من هذه الحجارة كتابات عبرية بعضها منقوش والبعض الآخر محفور. ويعلوها ثلاثة مداميك من الحجارة غير المنحوتة يرجح أنها من بقايا العصر الروماني (ويرجع تاريخها إلى الزمن الذي أعاد فيه الإمبراطور ادريانوس بناء مدينة القدس كمستعمرة رومانية). أما الطبقات العليا من حجارة الحائط فهي أحدث عهدا ومن المرجح أنها ترجع إلى سنة 1500 بعد الميلاد. وتدل الأبحاث الحديثة أن حدود الحائط تتفق مع حدود ساحة هيكل الملك سليمان ويظن أن بعض مداميك من الحائط لا تزال مدفونة تحت الأرض.

       أما ذلك القسم من الحائط الذي يقوم حوله الخلاف بين اليهود والمسلمين فهو عبارة عن ثلاثين مترا من الحائط الخارجي المذكور آنفا. ويمتد أمام ذلك القسم من الحائط رصيف لا يستطاع السلوك إليه من الطرف الشمالي إلا بواسطة زقاق ضيق يبتدي من شارع الملك داود (باب السلسلة) ويمتد هذا الرصيف جنوبا إلى حائط آخر. ويفصل هذا الحائط بخط مستقيم رصيف حائط المبكى عن بضعة بيوت خصوصية وعن موقع مسجد البراق في الجهة الجنوبية. وفي سنة 1929 فتح باب عند الطرف الجنوبي من الحائط الأخير يؤدي إلى تلك البيوت وإلى المسجد. ويقوم عند الطرف الشمالي من الرصيف حائط ثالث فيه باب يفصل هذه الجهة عن الفناء الكائن أمام مقر المفتي الأكبر.

       ويبلغ عرض الرصيف الكائن أمام الحائط نحو أربعة أمتار. وقد شرحنا حدوده من جهاته الثلاث فيما تقدم. أما من جهته الرابعة (أى الجهة المقابلة لحائط المبكى) فيحدها الحائط الغربي وبيوت المحلة المعروفة بمحلة المغاربة. ويوجد في هذه الجهة بابان يؤديان إلى بيوت المغاربة.

       هذا هو الرصيف الكائن عند أسفل الحائط الذي أشرنا إليه أعلاه والذي اعتاد اليهود الذهاب إليه لأداء التضرعات (*).

       وعلى مسافة قصيرة من الرصيف في الجهة الجنوبية منه، توجد داخل الحائط غرفة صغيرة (أو تجويف) تقول التقاليد الاسلامية بأن النبى محمدا ربط براقه فيها ليلة اسرائه من المسجد الحرام. ولهذا السبب أصبح الحائط معروفا لدى المسلمين بالبراق.

       وقبل أن نتقدم بالبحث لابد لنا من القول أنه لما كنا في القدس لم يكن الحائط وما جاوره بنفس الوضعية التي كان فيها قبل الحرب. ذلك أنه كما ذكرت لجنة شو في تقريرها أجريت فيه بعض تغييرات هي:-

1 - إقامة بناء جديد فوق الطرف الشمالي منه.

2 - تحويل دار كائنة في الطرف الجنوبي من الرصيف إلى زاوية.


(*)                                                                                     DEVOTION

<6>