إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان حزب الاستقلال العربي في نوفمبر 1931
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949 ، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 541 - 543"

بيان حزب الاستقلال العربي
في 2 نوفمبر سنة 1931

       "لقد سلخت هذه البلاد أربعة عشر عاما وهي تحت سلطة الاستعمار الإنجليزي تتدهور عاما بعد عام من حضيض إلى حضيض وتبتعد يوما بعد يوم عن الغاية المقدسة العليا التي رمى إليها العرب حينما اشتركوا وقاسوا أنواع المظالم والإرهاق: وهي الاستقلال والوحدة العربية، التي أخذت الأقطار الأخرى تقترب منها يوما بعد يوم، محطمة في سبيل الوصول إليها القيود واحدا بعد آخر. وأنه على الرغم من الصرخات الداوية التي بعثتها الأمة ولا تزال تبعثها استنكارا للسياسة الغاشمة المسلطة عليها واحتجاجا على الظلم الفادح النازل بها بحرمانها من حقها الصريح في الحرية والاستقلال وباستهدافها للأخطار القومية والاجتماعية والاقتصادية المنبعثة عن سياستها الاستعمارية والغزوة الصهيونية لإرهاق البلاد، تحت عبء هذه السياسة ونتائجها الفظيعة ظل الإنجليز يستمرون في سياستهم دون رادع من عهد أو شرف أو ضمير.

        وإذا أردنا أن نستعرض نتائج هذه السياسة وأخطارها رأينا منظرا من أفظع المناظر وشهدنا رواية من أشد الروايات هولا تمثل في هذه البلاد ضد مصالح أصحابها العرب وقوميتهم وكيانهم لم يشهد التاريخ أشد فظاعة وهولا منها:

1 -

إن الموازنة المالية في هذه البلاد جعلت لتشكيلات واسعة لا تتحملها طبيعة البلاد بوجه، والمبالغ التي تنفق على هذه الموازنة هي أضعاف ما ينفق على مثيلاتها من البلاد العربية الأخرى، والموظفون الإنجليز ثم الموظفون الغرباء ثم الموظفون اليهود يبتلعون جزءا كبيرا من هذه الميزانية على غير ما حاجة فنية أو علمية، وثلث هذه الميزانية تقريبا ينفق على الحراب التي تحمي المشروع الصهيوني. الذي يعتبر بحق أفظع مشروع سجله التاريخ في أعظم حوادثه وظروفه

2 -

وعلى الرغم من أن الخبراء الإنجليز قد أثبتوا بالأرقام التي تدحض أن الأراضي العربية لا تكفي الآن أهل البلاد العرب لمعيشتهم وحاجاتهم وعلى الرغم من زيادة التناسل العظيمة زيادة جعلت تتحول إلى مشكلة خطيرة هائلة في المستقبل القريب بسبب عدم كفاية الأرض للعرب وعلى الرغم من تعالي الصرخات بوجوب وضع تشريع يمنع انتقال أراضي العرب لليهود، حماية للكيان العربي من الانهدام والفناء لا تزال السلطة الإنجليزية لاهية عن ملاقاة هذا الخطر ولا يزال اليهود يغتنمون فرصة الإملاق الذي أصيب به العرب، من جراء سياسة الاستعمار فيقتطعون المساحات الواسعة من الأراضي العربية حتى أحدق الخطر الهائل بكيان العرب إحداقا شديدا.

<1>