إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



منشور حزب الاستقلال العربي سنة 1932
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 551 - 552"

منشور حزب الاستقلال العربي
في ديسمبر سنة 1932

       أيها العرب:

       اعتاد الإنجليز أن يقيموا في مثل هذا اليوم من كل سنة احتفالا بذكرى احتلالهم القدس، تأييدا لفكرة الفتح والاستعمار التي ستروها وأخفوها طول الحرب الكبرى، وأعلنوا ما يناقضها للعالم أجمع.

       وحزب الاستقلال العربي رأى من واجبه أن يقيم في هذا اليوم وفي مثله من كل سنة مقبلة اجتماعا وطنيا يندد فيه بفكرة الفتح والاستعمار التي يقيم المستعمرون في هذه البلاد حفلاتهم بإحدى ذكرياتها، وهو يجدد العهد على مكافحة الاستعمار بأصله وفرعه واستنكار أساليبه الفاحشة وخططه المنافية لمصلحة العرب، والمطالبة بحق العرب الطبيعي في الحرية والاستقلال والاتحاد مع الأقطار العربية الأخرى. ويعلن الحزب للملأ أجمع أن الإنجليز قد نقضوا ما قطعوه للعرب من عهود ومواثيق وخالفوا ما نشروه في بلاد العرب من مناشير وبيانات وأنزلوا بالعرب الضربات الموجعات التي تهدم كيانهم القومي وتجعلهم لقمة سائغة لاستعمار الإنجليز والذئب الصهيوني الذي سلطوه عليهم.

       وهاهي بين أيديكم بعض هذه العهود والمواثيق والمناشير والبيانات لتذكروا إلى أي حد وصل الاستهتار عند الإنجليز بعهودهم ومواثيقهم وإلى أي درجة بلغوا في نقضها وخرقها. وكيف أنهم يحكمونكم حكما استعماريا مباشرا، ويحاولون وضعكم تحت نير اليهود، وكيف أنهم يسنون لكم القوانين الصارمة لإخفات أصواتكم باستنكار الظلم الواقع عليكم بالتندد بهذا الاستعمار الفظيع ونكباته القاتلة، وكيف أنهم يرهقونكم بالضرائب الفادحة ليحملوا بأموالكم المشروع الصهيوني. يفعلون كل هذا بعد أن وعدوكم بالاستقلال والحرية والوحدة. مما كان سببا في النتائج لفاصلة المنصورة التي أحرزوها في الحرب الكبرى. وقد أذاعوا أنهم لا يقصدون فتحا ولا استعمارا وإنما يرمون إلى تحريركم ومساعدتكم في استقلالكم وحكم أنفسكم بأنفسكم وفق رغباتكم ومطلق اختياركم. إن حزب الاستقلال العربي يطلب من كل عربي أن يذكر هذا ولا ينساه. ويهيب به إلى مواصلة الكفاح ضد الاستعمار والصهيونية والتوسل بكل وسيلة إلى الخلاص منهما حتى ينخذل الباطل أمام الحق وتحق الكلمة على الظالمين.

       أيها العرب:

       إن الميدان واضح أمامكم والمجال رحب للعمل لأخذ حقوقكم فادخلوها بقلوب

<1>