إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) نداء من مسيحي فلسطين إلى مسيحي العالم لإنقاذ الأماكن المقدسة من الخطر الصهيوني
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج ا، ص 577 - 579"

        فهل يعجب العالم اذا سمع أن شعبا آمنا مسالما دخل برضاه وبدون أي تأثير خارجي في اضراب لم ير له التاريخ مثيلا. نعم ان الاضراب الحالي عام شامل كل مرافق الحياة من صناعية وتجارية ونقليات برية وبحرية يشترك فيه كل السكان العرب سكان المدن والقرى والبدو مسلمهم ومسيحيهم شيوخهم وشبابهم وأطفالهم ورجالهم ونساؤهم وتلامذة المدارس. ابتدأ هذا الاضراب/ في 19 نيسان سنة 1936 ولا يزال مستمرا ابتغينا به اظهار شعور السخط المستحوذ على نفوسنا من سياسة غاشمة تعمل على اجلائنا عن بلاد آبائنا وأجدادنا ورجونا أن يكون سببا لتثوب الحكومة المنتدبة الى رشدها. غير أنها وياللأسف اتبعت اهواءها فأمعنت في ارهاقنا وتمادت في تحدينا واستفزاز شعورنا فانقلب الاضراب السلمي الذى كنا نتوخاه الى ثورة دموية حولت البلاد المقدسة التي بشر فيها الملائكة بالسلام الى بلاد تسودها الفوضى والاضطرابات وتعمها أعمال العنف والشدة من هدم وحرق واتلاف وتقتيل نفوس بريئة. ونصدقكم القول انه لو لم نشعر بأن الخطر الداهم الذي يهدد كياننا وينذر بجلائنا عن اوطاننا قد ابتدأ ان يتحقق لما كنا أقدمنا على اضراب كهذا ولما كنا وطدنا النفس على أن تجاب طلباتنا الحقة.

أيها المسيحيون:
        
إننا لم نطلب من الحكومة المنتدبة الا ان تعطينا حقنا المهضوم وتعيد لنا حريتنا المسلوبة فتوقف الهجرة اليهودية وقفا تاما باتا وتشكل في البلاد حكومة نيابية اسوة باخواننا ابناء العراق وسوريا.

أيها المسيحيون:
        
إن احتقار وامتهان اماكنكم المقدسة قد ظهرت بوادره في السنة الماضية عندما دخل شباب اليهود وشاباتهم الى كنيسة المهد في بيت لحم محل مولد المسيح له المجد ودنسوه بأعمال مغايرة للآداب الأمر الذي أدى الى تدخل القوة لاخراجهم.

أيها المسيحيون:
        إ
ن مشروع روتنبرج قد غير مجرى نهر الاردن في بعض أقسامه وشوه جمال بحيرة طبريا الطبيعي أفلا يحق لنا أن نفسر هذا العمل بأنه محاولة لمحو أثر من الآثار التى تذكرنا بحياة السيد المسيح.

أيها المسيحيون:
        
إننا نرى من واجبنا أن ننبهكم الى الاخطار المحدقة ببلادنا التي تحوى مقدساتكم من مغارة المهد التي ولد فيها المسيح الى بستان الجثمانية حيث أدى صلاته الاخيرة قبل تسليمه الى الصلب من قبل اليهود الى طريق الآلام الى مكان الجلجلة حيث صلب وقبر الى كل بقعة وطأتها قدماه الطاهرتان في القدس وبيت لحم وأريحا والسامرة والناصرة وقانا الجليل وسائر مدن وقرى وبحيرات فلسطين ونتوسل اليكم أن تعملوا ما في وسعكم لمساعدتنا على حفظ هذه البلاد بيد أهلها الشرعيين خوف أن تطغى عليها الهجرة اليهودية فيؤسسون المملكة اليهودية التي طالما حلموا بها وعندها تتعرض

<2>