إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مذكرة اللجنة العربية العليا إلى اللجنة الملكية
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 هى عام 1949، وزارة الارشاد القومي ، ج 1، ص 589 - 593"

عمومية انتخابية للولايات والالوية المستقلة كالقدس والتي كانت تتمتع بصلاحيات واسعة في الادارة والمالية والتعليم والعمران.

        غير أن العرب كانوا بالرغم من ذلك كله يطمحون الى استكمال سيادتهم القومية في بلادهم طموحا يرمى الى استعادة المركز الممتاز الذي كان للشعب العربي في القرون الغابرة والذى قدم فيه للحضارة الانسانية خدمات عظيمة بادية الاثر في كل نواحى الحياة المدنية العالمية. فلقد اعتنق منذ زمن طويل رجالات العرب وشبانهم الذين كان منهم عدد كبير من فلسطين الفكرة الاستقلالية ونشروها بقوة في جميع أوساط البلاد العربية. ونشطت هذه الحركة نشاطا عظيما منذ سنة 1908 (بعد اعلان الدستور العثماني) بنوع خاص الى العمل في هذا السبيل. وتعرضوا في سبيلها الى الاضطهادات الشديدة وتحمل التضحيات الجسيمة بالخاصة بعد عقد المؤتمر الاول في باريس سنة 1913 والذى كان مظهرا عظيما من مظاهر هذه الحركة. وكان آخر هذه الاعمال قيام شريف مكة الشريف حسين حينئذ (الملك حسين) بثورته الكبرى باسم العرب متحالفا مع بريطانيا العظمى سنة 1915 للوصول الى تحقيق الغاية المنشودة وهى استقلال البلاد العربية.

        ثانيا: قطعت الحكومة البريطانية للملك حسين بصفته ممثلا للعرب عهودا تأيدت مرارا تتضمن الاعتراف بقيام دولة عربية مستقلة وقد شملت هذه العهود فلسطين كما شملت سائر البلاد العربية في الدولة العثمانية.

        وقد ادعى المستر ونستون تشرشل حينما كان وزيرا للمستعمرات في سنة 1922 بأن فلسطين لم تكن داخلة ضمن هذه الحدود في الرسائل التى تبودلت بين الملك حسين والسير هنيرى مكماهون دون ما جدوى اذ أن الاستثناءات التى لم يسلم بها فى ذلك الحين الشريف حسين (الملك حسين) انما أريد بها ماهو معروف اليوم بلبنان وذلك ثابت بدون أقل ريب بالدلائل الآتية:

1 -

لقد أريد بهذه الاستثناءات عدم التعارض مع مدعيات فرنسا بمصالح خاصة في الاقسام الغربية من أقضية دمشق وحمص وحماه وحلب ولم يكن لفرنسا مدعيات الا فيما يسمى اليوم لبنان.

2 -

ان الاستثناءات تشمل الاقسام الواقعة غربى أقضية دمشق وحما - وحمص وحلب. وفلسطين ليست واقعة غربى هذه الاقضية.

3 -

واما ما ادعاه المستر تشرشل من أن المقصود من دمشق هو ولاية دمشق فخطأ من الأساس لأنه لم يكن هناك ولاية دمشق بل كانت دمشق عاصمة ولاية سوريا وتشتمل على قضاء واحد من عدة أقضية ضمن هذه الولاية. ولو أريد بقضاء دمشق ولاية سوريا التابعة لها أقضية شرق الاردن والتى تقع فلسطين في الغربى منها لما ذكرت أقضية حمص وحماه التى هى أيضا أقضية داخلة في ولاية سوريا مثل قضاء دمشق. ولو عنيت فلسطين في هذا الاستثناء لذكر أيضا أقضية السلط والكرك.

        فالملك حسين استنادا الى العهود المذكورة قام بثورته الكبرى ودعا الـيها العرب في مختلف البلاد العربية فكان متطوعو فلسطين من أول الوافدين الذين انضموا الى جيوش الثورة العربية. وقد كانت الطيارات تلقى في فلسطين المناشير

<2>