إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان سياسة حكومة صاحب الجلالة في المملكة المتحدة المرفوع من قبل وزير المستعمرات
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج1، ص 629 - 630"

5 -

وريثما يوضع مشروع كهذا موضع العمل لا تنوى حكومة جلالته أن تتخلى عن المسئولية المترتبة عليها فيما يتعلق بتوطيد السلام والنظام وحسن أداء الحكم في سائر أنحاء فلسطين وهى توافق بصورة عامة على ما قدمته اللجنة من التواصي فيما يتعلق بالأمن العام فاذا حدث أن نشبت اضطرابات خطيرة من جديد واتخذت شكلا يتطلب تدخلا عسكريا فان المندوب السامى سيفوض كافة السلطات المخولة له في سائر أنحاء البلاد بموجب مرسوم الدفاع عن فلسطين الى القائد العام للقوات العسكرية.

6 -

وفى الوقت الذى يعد فيه شكل مشروع للتقسيم تنوى حكومة جلالته - كتدبير مؤقت - أن تتخذ في القريب العاجل الاجراءات اللازمة لمنع معاملات انتقال الأراضى التى من شأنها أن تضر بذلك المشروع ثم انه لما كانت المدة التى صدر بشأنها جدول العمال الحالى تنتهى في آخر تموز، ولما كان من الواجب الاحتياط للمدة التى تلى ذلك فان حكومة جلالته تنوى أن تسمح بدخول عدد من المهاجرين اليهود من كافة الأصناف لا يتجاوز مجموعهم الثمانية آلاف شخص خلال الثمانية الأشهر التى تبتدئ في آب سنة 1937 وتنتهى في آذار سنة 1938 بشرط ألا يتجاوز ذلك قدرة البلاد على الاستيعاب.

7 -

ولقد كانت حكومة جلالته في تأييدها لحل مشكلة فلسطين على أساس التقسيم متأثرة تأثيراعميقا بما ينطوى عليه هذا الحل من الفوائد لكل من العرب واليهود فبواسطته ينال العرب استقلالهم القومي ويصبح في وسعهم أن يتعاونوا مع عرب البلاد المجاورة على قدم المساواة في سبيل تحقيق وحدة العرب ورقيهم. ويتخلصون نهائيا مما يساورهم من الخوف من سيطرة اليهود عليهم ويزول ما أعربوا عنه من القلق حول مصير الأماكن المقدسة واحتمال وقوعها يوما من الأيام تحت هيمنة اليهود.

       وستتلقى الدولة العربية مساعدة مالية وافرة من كل من حكومة جلالته والدولة اليهودية. ومن جهة أخرى سيؤمن مشروع التقسيم انشاء الوطن القومى اليهودي وينقذه من احتمال خضوعه لحكم العرب في المستقبل وسيتحول الوطن القومى اليهودى الى دولة يهودية تملك حق الإشراف التام على الهجرة وسيتمتع رعايا تلك الدولة بنفس الوضع الذى يتمتع به رعايا الدول الأخرى ويتخلص اليهود أخيرا من العيش "عيشة الأقليات" وبذلك يتحقق الهدف الأساسى للصهيونية. وبموجب المعاهدتين المقترح عقدهما تكون حقوق الأقليات في كل من الدولتين مضمونة ضمانا مشددا. وفوق كل ما سبق ذكره ستحل الطمأنينة والأمن محل المخاوف والشكوك وينال الشعبان على حد تعبير اللجنة "نعمة السلام التى لا تقدر بثمن".


<2>