إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) تقرير اللجنة الملكية لفلسطين 7 يوليو سنة 1937
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 هى علم 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 599 - 627"

قطعت لشريف مكة فى سنة 1915 وعدا مآله أنه اذا قيض للحلفاء الغلبة والانتصار فان القسم الأكبر من الولايات العربية التى كانت حينئذ مشمولة في الامبراطورية العثمانية سيصبح مستقلا ففهم العرب من هذا الوعد ان فلسطين ستكون داخلة في نطاق هذا الاستقلال

        وكي تتمكن الحكومة البريطانية من نيل معاضدة اليهودية العالمية أصدرت تصريح بلفور في سنة 1917 ففهم اليهود من هذا التصريح أنه اذا قيض النجاح لتجربة انشاء الوطن القومى اليهودى وأم فلسطين عدد كاف من اليهود فقد يتطور الوطن القومى مع مرور الزمن وينقلب الى دولة يهودية.

        وعندما وضعت الحرب أوزارها وافقت دول الحلفاء والدول المنضمة اليها على العمل بنظام الانتداب كوسيلة لتنفيذ السياسة التى ينطوى عليها تصريح بلفور. وبعد مدة من الزمن أقرت عصبة الأمم والولايات المتحدة صك الانتداب على فلسطين. وهذا الصك نفسه يتناول في الدرجة الأولى التزامات معينة متساوية في الأهمية - وهى التزامات ايجابية فيما يتعلق بانشاء الوطن القومى والتزامات سلبية فيما يتعلق بحماية حقوق العرب.

الفصل الثالث - فلسطين من سنة 1920 الى سنة 1936:
        وخلال السنوات الخمس الأولى من عهد الادارة المدنية التى أسست في سنة 1920 شرع من الجهة الواحدة في اعداد المصالح العامة التى تناول تأثيرها أكثرية السكان العربية وشرع من الجهة الأخرى في انشاء الوطن القومى اليهودى وقد نشبت اضطرابات في سنتى 1920 و 1921 غير أنه في سنة 1925 تبادر للذهن أن الأمل بوصول العرب واليهود الى توافق نهائى كان قويا الى درجة كبيرة مما أدى الى انقاص القوى المنوط بها المحافظة على النظام انقاصا كبيرا. أظهر فيما بعد أن هذه الآمال لم تكن مستندة الى أساس ذلك لأنه بالرغم من أن فلسطين على وجه الاجمال أصبحت اكثر رفاهية عن ذي قبل فان الأسباب التى أدت الى اضطرابات سنتى 1920 و 1921 وهى مطالبة العرب بالاستقلال القومى واتخاذهم موقف العداء من الوطن القومى اليهودي لم يطرأ عليها أدنى تبدل أو تغيير والواقع أن وطأتها قد اشتدت من جراء العوامل الخارجية وهى تهافت يهود أوروبا على فلسطين وانتشار الروح القومية عند العرب في البلاد المجاورة.

        وقد كانت هذه الأسباب هى بذاتها التى أدت الى اضطرابات 1929 - 1933 ولم تحل سنة 1936 حتى كانت وطأة العوامل الخارجية قد اشتدت من جراء:

1 -

المصاعب التى تعرض لها اليهود في ألمانيا وبولونيا والتى أسفرت عن زيادة الهجرة اليهودية الى فلسطين زيادة كبيرة.

2 -

توقع بلوغ سوريا ولبنان في القريب العاجل نفس الاستقلال الذى نالته العراق والمملكة السعودية ولقد كانت مصر في ذلك الحين على وشك الاستقلال أيضا.

الفصل الرابع - اضطرابات سنة 1936:
        لقد كانت هذه الاضطرابات (وقد تضمن التقرير وصفا موجزا لها) شبيهة بالاضطرابات الأربعة التى سبقتها وان كانت أشد خطرا وأطول أجلا منها ولم يقتصر

<2>