إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) رد اللجنة العربية العليا على تقرير لجنة وودهيد وبيان الحكومة البريطانية
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 665 - 668"

5 -

تعلن الحكومة البريطانية في بيانها عزمها على دعوة ممثلين عن الشعب العربي الفلسطينى والدول العربية المجاورة الى لندن للمفاوضة في سياسة فلسطين المقبلة دون أن تعين أساسا لتلك المفاوضة. فاللجنة العربية العليا تقول بهذه المناسبة ان للعرب ميثاقا يتلخص في منع الهجرة اليهودية منعا باتا وأن يستبدل بالانتداب معاهدة تنشأ بموجبها حكومة وطنية مستقلة. وهذا الميثاق قد أيدته الهيئات والمؤتمرات والحكومات العربية ولا يمكن للعرب أن يتراجعوا عنه لأنه الضمان الوحيد لكيانهم وحقهم الشرعى في بلادهم ولأنه مستوحى من طبيعة ذلك الحق الشرعى فضلا عن كونه يشتمل على أقصى ما يمكن من التسامح مع اليهود. وقد جرت العادة ان أية مباحثة لحل قضية ما يجب أن تعين أسسها قبل توجيه الدعوة ولا سيما في قضية كقضية فلسطين فيها دعوى باطلة ما يزال أصحابها اليهود يغذون أنفسهم بالاحلام والمطامع ويستندون فيها الى القوة الغاشمة والدعاية المضللة. وتأسف اللجنة أشد الأسف أن لا ترى في بيان الحكومة البريطانية شيئا من هذا يدعو الى الطمأنينة والأمل وتخشى أن يكون هذا الايهام عاملا في عقم نتيجة الدعوة وفشل المفاوضات وأن يكون مقصودا منها الآن لتنفرد الحكومة البريطانية بفرض الحل الذى تريده هى والذى يخشى أن يكون سببا في طول عهد الشقاء الذى يخيم على ربوع البلاد المقدسة.

        واما بشأن دعوة الحكومة البريطانية الوكالة اليهودية للمفاوضة في السياسة المقبلة فان الشعب العربى لا يوافق على اعتبار اليهود طرفا في قضيته ولا يدخل واياهم في مفاوضة على مصيره.

6 -

وقد أعلنت الحكومة البريطانية في بيانها احتفاظها لنفسها بحق رفض قبول زعماء العرب الذين تعتبرهم مسئولين عن حملة الاغنيال والعنف فاللجنة العربية العليا تبادر الى اعادة ما أشارت اليها مرارا من ان مسئولية الاضطرابات أولا وآخرا انما تقع في الحقيقة على الحكومة البريطانية وسلطاتها في فلسطين. فالشعب العربى لم يطلب الا حقه الطبيعى في بلاده. والسلطات البريطانية هى التى كانت في كل موقف من مواقف مطالبته بهذا الحق تعتدى عليه وتحاول سحقه وتصم اذنيها عن سماع أنينه وصراخه وتستفزه بتصرفاتها الهوجاء وسياستها العوجاء فليس من المنطق والحق في شيء أن يتحمل هو أو يتحمل زعماؤه مسئولية الاضطرابات التى دفع اليها دفعا لأن الحكومة البريطانية لم تترك له وسيلة أخرى لاعلان استنكاره لتلك التصرفات والسياسة المنكرة التى أريد بها تسليط شذاذ الآفاق عليه واذلاله في وطنه واجلاؤه عنه في النهاية.

        هذا من جهة ومن جهة أخرى فان اللجنة تتساءل عمن تقصد الحكومة البريطانية أن يكونوا ممثلين لعرب فلسطين من غير أعضائها ومفوضيها على حين تعلم الحكومة البريطانية حق العلم ان الشعب العربى أولى ثقته الغالية هذه اللجنة وحدها للدفاع عن حقه والعمل على تحقيق ميثاقه وأنه لا يوجد في فلسطين أية هيئة أخرى أو أفراد يستطيعون أن يدعوا تمثيل الشعب العربي في هذا الموقف كما أن اللجنة واثقة كل الثقة ان الحكومة البريطانية لن تجد من يتقدم الى اجابة دعوتها مزودا بأية ثقة من الشعب. واللجنة ترى ان في اعلان الحكومة البريطانية ذلك تعقيدا آخر للقضية لأنها تريد أن تحول دون تمثيل عرب

<3>