إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



النص الكامل للبيان الذي ألقاه وزير المستعمرات في مجلس العموم في 24 نوفمبر 1938
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949 وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 669 - 675"

النص الكامل للبيان الذى القاه وزير المستعمرات
في مجلس العموم بتاريخ 24 تشرين الثانى سنة 1938

       أود أن أستهل بيانى اليوم بالاعراب عن شكرى لحضرات الأعضاء المحترمين في كافة ارجاء المجلس لما اظهروه من روح الصبر وضبط النفس وهم يرقبون حالة فلسطين المحزنة تزداد سوء شهرا بعد شهر. اننى أعلم أنه كان من السهل عليهم ان يضجروا وزير المستعمرات في وقت الاسئلة او ان يلفتوا النظر بحدة وغضب الى بعض وجوه الحالة بتقديم اقتراحات ولكن الاعضاء المحترمين احجموا عن اتيان هذه الامور ولم يكن احجامهم هذا مبعثا عن عدم اهتمامهم بما هو في فلسطين. فالمجلس يقدر المسئوليات المترتبة عليه نحو فلسطين كما يقدر المسئوليات المترتبة عليه نحو سائر انحاء العالم ولكنى أظن ان وقوف حضرات الاعضاء المحترمين هذا الموقف انما يرجع الى تقديرهم للمصاعب الخاصة والحالة الدقيقة التى نجابهها في تلك البلاد وانى لأرجو أن يكون في وسعى ان اناشد حضرات الاعضاء في اصيل هذا اليوم ونحن على أبواب الشروع في المحادثات مع ممثلى العرب واليهود في لندن أن يسيروا في هذه المناقشة سيرا مقرونا بالحكمة بحيث لا تخرج كلمة من أفواههم من شأنها أن تضير الآمال المعقودة على نجاح هذه المباحثات والخروج منها في النهاية باتفاق عربى - يهودى.

       لقد كان من المتعذر خلال الأشهر الماضية بذل جهود انشائية لتهدئة الحالة في فلسطين.

       وهذا مما يؤسف له كل الأسف ولكنه كان أمرا لا مناص منه. فقد كان علينا ان ننتظر تقرير لجنة وودهيد ولذلك حصرنا كل اهتمامنا في بذل الجهود المادية لاعادة الأمن واالنظام الى تلك البلاد وقد حدث خلال أيام البطالة في الصيف التى لم يكن للعمال ما يشغلهم فيها في الحقول أن تمت حملة الاغتيال والعنف التى أشهرها الارهابيون فأصبحت بمثابة ثورة عربية منظمة واسعة النطاق ضد السلطة البريطانية وتقوم القوات العسكرية وقوات البوليس الكبيرة الموجودة الآن تحت تصرف الحكومة بتوطيد سلطة الحكومة فى جميع أنحاء البلاد بثبات وحزم. فقد أخرج الثوار منذ بضعة أسابيع من مدينة القدس القديمة وأخليت المدينة منهم. وأعيد توطيد سلطات الادارة في مدينة يافا واحتلت جيوشنا أسوار مدينة اريحا ثانية دون نفخ الابواق وأصبحت مدينة غزة ثانية تحت سيطرة الحكومة وفي هذا الاسبوع أخرجت العناصر المعادية من بئر سبع. فعملية ارجاع الأمن والنظام تسير في جميع أنحاء البلاد سيرا مقرونا بالثبات والمشقة.

       اننا نعلم جميعا أن بعض الدعاة من ذوى الاغراض قد أخذوا يكيلون التهم

<1>