إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مذكرة عن عهود بريطانيا العظمى للعرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عا 1949؟ وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 677 - 682"

        وفي مارس 1915 - وبايعاز اللورد كتشنر - الف رئس الوزارة لجنة للبحث في موضوع المصالح البريطانية في الدولة العثمانية، والمعتقد أن اللورد كتشنر أدلى بأقواله أمام هذه اللجنة. والمعروف على كل حال أن اللجنة كما جاء في تقرير اللجنة الملكية لفلسطين - قررت في يونيو 1915 وجوب انتزاع سوريا الجنوبية واخراجها من منطقة النفوذ الفرنسى.

        هذا الجانب التاريخى، له أهمية أساسية لفهم ما تلاه، فانه لما بعث الشريف حسين بكتابه الأول في يوليه 1915 الى السير هنرى مكماهون كانت الحكومة البريطانية قد تلقت تقرير اللجنة بضرورة الفصل بين سوريا الشمالية وسوريا الجنوبية، عند النظر فيما تطلبه فرنسا من أراضى الدولة العثمانية ويجب أن تقرأ التحفظات التى وضعها السير هنرى مكماهون في كتابه المؤرخ في 24 اكتوبر 1915 على ضوء الموقف السائد في وزارة الخارجية البريطانية في ذلك الوقت. وفي كل المكاتبات يحاول السير هنرى مكماهون أن يبين للشريف حسين أن الأجزاء الوحيدة من سوريا التى ترغب بريطانيا العظمى أن تخرجها من منطقة الاستقلال العربى هى تلك الأجزاء التي تشعر بريطانيا العظمى أنها ليست حرة للتصرف فيها بدون "اساءة الى مصالح حليفتها فرنسا". وقد عبر السير هنرى مكماهون عن هذا التحفظ بألفاظ أخرى في كتابه المؤرخ في 14 ديسمبر 1915 فقال انه "فيما يتعلق بولاية حلب وبيروت قد أخذت حكومة بريطانيا العظمى علما بملاحظاتكم، ولكن لما كانت مصالح حليفتنا فرنسا متصلة بالموضوع، فان المسألة ستتطلب درسا وعناية، وسنكتب اليكم في الموضوع مرة أخرى في الوقت المناسب. وكذلك الشريف حسين كان في كل مكاتباته يعتبر أن الأجزاء الوحيدة من سوريا المعينة بالاستثناء هى المناطق الساحلية الشمالية من سوريا، أى لبنان والساحل. وقد فهم أن بريطانيا تريد أن تحتفظ بهذا الجزء لا لسبب سوى المطالب الفرنسية. اما سوريا الجنوبية فما كان يمكن أن تكون جزءا من المنطقة المحتفظ بها، لأن بريطانيا العظمى لم تكن فقط غير راغبة في ادخالها في منطقة النفوذ الفرنسى، بل كانت تريد أن تدخلها في منطقة الاستقلال العربي أى في دائرة النفوذ البريطاني في المستقبل.

        ودرس النصوص يؤيد هذا التفسير من عدة وجوه . ويجب أن نوجه النظر الى أن السير هنرى مكماهون لم يحدد قط منطقة الاستقلال العربى بألفاظه هو، وانما كان الذى فعله هو أن يقبل الحدود التى اقترحها الشريف حسين جملة وكما هى، فيما عدا بعض التحفظات، ويستخلص من ذلك انه ما لم يثبت أن فلسطين كان منصوصا عليها بصراحة، أو حتى ضمنيا في هذه التحفظات، فانه يجب عدها داخلة في المنطقة التى اقترحها الشريف حسين، والتى قبلها السير هنرى مكماهون جملة. وليس في المكاتبات كلها أى ذكر لفلسطين أو سوريا الجنوبية أو لأى قسم اداري من سوريا يمكن أن يفهم أنه المقصود به ما يعرف الآن بفلسطين. ومع أن هناك أجزاء خصصت بالاستثناء من منطقة الاستقلال العربى التام، فانه ليس ثم أية اشارة ولو غير مباشرة أو ضمنية، الى ذلك الجزء من سوريا الذى كان يطلق علية في التقسيم الادارى العثمانى، اسم سنجق القدس.

        وقد قيل كلام كثير عن التفسيرات الممكنة للمعنى الصحيح لكلمة " ولاية " واستعمال هذه الكلمة في المكاتبات كلها يدعو الى الشرح. ان لفظ "ولايت" هي الصيغة التركية للكلمة العربية "ولاية" والمقصود بها في اللغة العربية اقليم أو

<2>