إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) ملاحظات على بيان رئيس القضاة
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 699 - 703"

البريطانية أن تدرك غايتها، وأن تخرج فلسطين من منطقة النفوذ الفرنسى في المستقبل. لتدخلها آخر الأمر في منطقة النفوذ البريطاني:

       وقد عنى اللورد رئيس القضاة، في الفقرة 59 من مذكرته، بأن يلفت النظر إلى أن اتفاق "سيكس بيكو" ينص على المشاورة مع الشريف حسين فيما يتعلق بنوع الحكومة التى تقام في فلسطين. ويستخلص من ذلك ان من الصعب أن يرى الانسان كيف يكون من الانصاف أن يعد الاتفاق نكثا للعهد مع الشريف حسين.

       ان الاتفاق يعد نقضا للعهد لعدة أسباب، منها: أن فلسطين سبق ان عدت داخلة في منطقة الاستقلال العربى، وان في كون الحكومة البريطانية تركت الشريف خسينا في جهل من الأمر دليلا على أنها كانت تدرك ما في عملها من الحرج. وقد علم بأمر الاتفاق مصادفة بحد عقده بثمانية عشر شهرا، فاحتج على الحكومة البريطانية، فردت ردا ينطوى على التهرب، وحاولت - في رسالتين اذيعتا فيما بعد - ان تحمله على الاعتقاد بان مثل هذا الاتفاق لم يعقد قط.

       ومن الممكن أن نورد أمثلة أخرى من مذكرة اللورد رئيس القضاة ومن بيانه الشفوى الملخص في محضر الجلسة الثانية - 24 فبراير 1939 - تحمل مندوبى العرب على الاعتقاد بأنه لم يكن على علم تام بالحقائق لما أدلى بهذه البيانات والتعليقات.

       ومن الأمثلة الجديرة بالذكر، تلك الفقرة التى يعرب فيها عن اقتناعه بأن اللورد بلفور حين وضع تصريحه لم يكن يفعل شيئا يخول اليهود أن يطالبوا بدولة مستقلة في فلسطين. والواقع أن من الحقائق التاريخية أن اللورد "بلفور" لما وضع تصريحه كان يفكر في قيام دولة يهودية في فلسطين في المستقبل. وهذه الحقيقة معروفة أتم المعرفة لمن كانوا على اتصال به في ذلك الوقت وقد أعلنها المستر لويد جورج نفسه وكان يومئذ رئيسا للوزارة وذلك حين أدلى الشهادة وأدلى بأقواله أمام لجنة فلسطين الملكية فقد قال ما يأتي:

       "أن الفكرة كانت، وهذا ما فسرت به في وقتها، ألا تقام دولة يهودية فورا بمقتضى معاهدة الصلح، ومن غير مراعاة لرغبات أكثرية الاهالي. على أنه من ناحية أخرى كانت النية - متى حان الوقت لمنح فلسطين نظما نيابية، واستطاع اليهود في أثناء ذلك أن يغتنموا الفرصة التي أتيحت لهم بانشاء الوطن القومي، وصاروا أصحاب الأغلبية بين الأهال - أن تصبح فلسطين دولة يهودية".

       وهكذا كان تصريح بلفور مع أنه لم يعد بأكثر من اقامة وطن قومي كائنا ما كان معناه - في أذهان المستر لويد جورج وزملائه، مقصودا به أن يكون ستارا يسمح للصهيونيين من ورائه بأن يوجدوا أغلبية يهودية في البلاد، وينشئوا دولة يهوديه في فلسطين. وهذا هو الغرص الحقيقي من تصريح بلفور كما كشف عنه المستر لويد جورج، وكفى به حجة. وفي أثناء ذلك كان الكومندر هوجارث - بناء على تعليمات الحكومة البريطانبة - يؤكد للشريف حسين أن تصريح بلفور ليس معناه - ولن يسمح بأن يكون معناه أي تدخل في الحرية السياسية والاقتصادية للعرب في فلسطين.

       وقد قال اللورد رئيس الفضاة قبل نهاية بيانه انه لا يسعه الا أن يفند بشدة وينفى بقوة أية تهمة توجه إلى الحكومة البريطانية أو أسلافها بنقض العهد. وما قال

<4>