إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) ملاحظات على بيان رئيس القضاة
"
ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 699-703

مندوبو العرب في المذكرة التى قدموها في 23 فبراير ولا في ملاحظاتهم الشفوية، أي شىء عن نقض العهد من جانب الحكومة الحاضرة أو الحكومات السابقة. وقد رأوا ان الأحكم والأفضل أن يجتنبوا كل مهاترة وأن يقتصروا على تناول الموضوع المطروح على اللجنة، وهو درس معنى العهود الواردة في مكاتبات مكماهون، وتبين مداها. ومن رأيهم أن من العبث الدخول في بحث للجانب الادبى للسياسات والوسائل التي اتبعت في أيام الحرب، وان الخير كله والمزية أجمعها في استخلاص الحقيقة. ويشجعهم على ذلك الغيرة التى أبداها اللورد رئيس القضاة على اسم حكومة جلالته وسمعتها، وهم يأملون أن يراجع الامر ويعيد النظر فيما انتهى اليه من رأى بعد أن أدلوا اليه بملاحظاتهم وافضوا ببعض الحقائق في هذه المذكرة.

        ويود مندوبو العرب خاصة أن يلفتوا نظره الى ان من المرغوب فيه أن يعيد النظر فيما علق به على خطبة اللورد جراى في مجلس اللوردات في 27 مارس 1923. فقد ذهب اللورد رئيس القضاة إلى أن خطبة اللورد جراى قائمة على خطأ صريح في فهم تصريح بلفور، ولا يكاد هذا يكون من الانصاف للورد جراى، فان الآراء التى أبداها تدل على انه كان على علم صحيح دقيق بما كان يدور برأس المستر لويد جورج فيما يتعلق بمستقبل الدولة اليهودية في فلسطين.

        ولا يحاول مندوبو العرب في هذه المذكرة أن يردوا على كل النقط التى أثارها اللورد رئيس القضاة، وانما اقتصروا على ما بدا لهم انه فاته من "الظروف المحيطة" وليس من همهم أن يصدروا حكما على سلوك الحلفاء في سياستهم في أثناء الحرب، وانما يريدون أن يقولوا انه اذا كانت الاخطاء قد ارتكبت والتناقض قد وقع في فورة الحرب، فان النهج القويم في الوقت الحاضر والذى يقضي به الانصاف - حرصا على سمعة بريطانيا العظمى وعلى السلام في فلسطين هو الاعتراف بالاخطاء والتناقض والانتقال من ذلك الى درس الوسائل المعينة على اصلاحها، أو كما قال اللورد جراى " انه ليكون من المرغوب فيه جدا بدافع من الشريف أن توضع كل هذه العهود جنبا إلى جنب. وفي رأيي أنه يكون من مقتضيات الشريف أن نتأملها بانصاف، وأن نتبين مبلغ ما بينها من التناقض، وأن نجعل بالنا الى طبيعة كل عهد وموثق والى التاريخ الذى قطع فيه وأعطى. وبعد أن نعرض كل الحقائق على عقولنا، ندرس ما يوجب العدل والانصاف فعله".

        هذه هي ألفاظ ذلك السياسي المشهور الذى أعطيت عهود مكماهون بناء على تعليماته. والنصيحة التى يقدمها للحكومة هى بعينها ما يدعو مندوبو العرب حكومة جلالته اليه.

 

 

الامضاء
ج . انطونيوس
السكرتير العام للوفود العربية


<5>