إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مؤتمر فلسطين
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 705 -711"

 

( أ )

لا محل للشك في ان فلسطين كانت داخلة في الواقع في منطقة الاستقلال العربي وكان الفريقان المشتركان في مكاتبات (مكماهون - حسين) يعنيان في أن تكون داخلة. وهذا واضح وضوحا كافيا من نصوص المكاتبات نفسيا. وفضلا عن ذلك فان الدليل التاريخي يعززه.

(ب)

والدليل التاريخي مزيته أنه يلقي ضوءا على النيات التي كانت حكومة جلالته تنطوى عليها في سنة 1916. وهو يثبت أن الساسة البريطانيين عند درسهم لما طلبته فرنسا من الحصول على مركز خاص في سوريا (وفيها فلسطين) شعروا بأن الضرورة تقضى بمقاومة مطلب فرنسا فيما يتعلق بفلسطين، ولم يعترفوا لها به الا فيما يتعلق بأجزاء من سورية الشمالية. فالتحفظ الذي وضعه السير هنرى مكماهون في مذكرته المؤرخة في 24 أكتوبر 1915 يجب أن يقرأ على ضوء الموقف الذى كانت تتخذه وزارة الخارجية البربطانية في ذلك الوقت.

(جـ)

في جميع المكاتبات يبني السير هنرى مكماهون اخراجه أجزاء من سوريا على دعوى المصالح الفرنسية. وأن الوصف الجغرافي الذى وصف به السير هنرى والشريف الأجزاء التى تستثنى، ليشير اشارة لا تدع مجالا للخطأ الى المناطق الساحلية من سوريا الشمالية. ولما كانت السياسة البريطانية في ذلك الوقت ميالة إلى مقاومة مطلب فرنسا الخاص بسوريا كلها، فان هذا يشير أيضا إلى تعمد حذف فلسطين من المنطقة المتحفظ بها. بدعوى المصالح الفرنسية.

( د )

وبغض النظر عن نيات الحكومة البريطانية التى كان السير هنرى مكماهون يرسل كتبه الى الشريف بناء على تعليماتها، فإن نص المكاتبات نفسها لا يدع مجالا للشك فيما حمل به الوعد فعلا.

(هـ)

ولا سبيل الى المنازعة ولم يحصل هذا قط - في أن فلسطين داخلة في المنطقة التى طلب الشريف حسين أن تكون هى منطقة الاستقلال العربى في المستقبل. وقد قبل السير هنرى مكماهون هذه المنطقة في جملتها فيما عدا بعض التحفظات. ولم يرد ذكر لفلسطين في هذه التحفظات. وقد كان السير هنرى مكماهون يحرص - كلما رأى داعيا إلى: النص على استثناء كما هو الحال فيما يتعلق بالمناطق الساحلية لسوريا الشمالية، أو أقاليم العراق - على تعيين الجزء المستثنى ، لأن عبء الاستثناء كان واقعا عليه. فكونه لا يذكر فلسطين لا صراحة ولا ضمنا يجعل من المستحيل على أي انسان أن يذهب إلى ان فلسطين كانت مخرجة في المنطقة التي وافق السير هنرى مكماهون على أن تكون منطقة الاستقلال العربى في المستقبل.

( و )

أما ما تذهب اليه حكومة جلالته من أن عبارة "ولايات دمشق وحمص وحماة وحلب " تشمل كل ولاية سورية فقول لا ينهض، وهى دعوى قائمة على ان كلمة منطقة أو سنجق تعادل كلمة ولاية، وهو ما ليس بصحيح لا عقلا ولا نصا.

( ز )

وحتى لو فرضنا جدلا أن فلسطين كانت مستثناه من المنطقة العربية فعلا فان استثناءها لا يبرره إلا الاستناد على مطالب فرنسا.. وقد نزلت فرنسا أخيرا عن مطلبها فيما يتعلق بفلسطين ففقدت الدعوى وما لعله كان لها من قوة.

<3>