إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مؤتمر فلسطين
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج1، ص 705 -711"

 

ونشرته له في 23 يولية 1937 وفيه يصرح بأنه كان يقصد أن يخرج فلسطين من منطقة الاستقلال العربي - هذا الكتاب لايجوز أن يكون له من الوزن والقيمة فوق ما يستحق. وقد بين السير متشيل ماك دونيل أن ما قاله السير هنرى مكماهون أنه كان يعنيه أو يقصده لا قيمة له على الاطلاق، لأنه لم يكن هو الذى يقطع العهود بل الحكومة البريطانية التى كان هو اداتها، والذى له قيمة هو ما قاله السير هنرى مكماهون فعلا، لا الذى اراد أن يقوله، أو الذى كان يعنيه أو ما يظن السير جلبرت كليتون أنه كان المقصود.

(هـ)

واذا جاز اتخاذ نية شخص وسيلة لفهم ما قيل بالفعل، فهذا الشخص لا يكون إلا الرجل المسئول عن السياسة التى رسمت، وهو في هذه الحالة السير ادوارد جرى - الفيكونت جرى أوف فالودن فيما بعد - وكان وزيرا للخارجية في ذلك الوقت وبناء على تعليماته كان السير هنرى مكماهون يقدم للشريف عهود بريطانيا. وقد خطب اللورد جرى في مجلس اللوردات في 27 مارس 1923 فقال انه يشك شكا كبيرا في صحة تفسير الحكومة البريطانية للعهد الذى أمر هو بان يقطع للشريف حسين في سنة 1915.

         وقد ورد مندوبو المملكة المتحدة في الجلسة الرابعة على النقط المهمة التي وردت في ملاحظات مندوبى العرب التى تضمنتها الفقرات السابقة. وكان بين ما ادلوا به في ردهم ما يأتى:

( أ )

قال مندوبو المملكة المتحدة أن ما ذهبوا اليه فيما يتعلق بالمناطق التى لا يستطيعون التصرف أو العمل فيها بحرية بدون ضرر بمصالح حليفتهم فرنسا لا يزال قائما، لأنهم يرون أن ما قاله مندوبو العرب لم يفنده.

(ب)

أن ما قاله اللورد جرى في مجلس اللوردات في سنة 1933 كان في أثناء مناقشة ولم يكن أمامه نص تصريح بلفور.

         حاول كل من مندوبى المملكة المتحدة والعرب - بنجاح فيما يرجون - أن يفهم وجهة النظر الأخرى، ولكنهم لم يستطيعوا أن يصلوا إلى اتفاق على تفسير المكاتبات. وهم يشعرون بأن عليهم أن يقدموا تقريرهم إلى المؤتمر بهذا الأمر الواقع.

         على أن مندوبى المملكة المتحدة أبلغوا مندوبى العرب ان حجة العرب كما شرحت للجنة فيما يتعلق بتفسير المكاتبات ولا سيما فيما يتعلق بمعنى عبارة أجزاء من بلاد الشام الواقعة الى الغرب من ولايات دمشق وحمص وحماه وحلب، لها من القوة أكثر مما كان يبدو من قبل.

         وفضلا عن ذلك فان مندوبى المملكة المتحدة أبلغوا مندوبى العرب انهم يوافقون على أن فلسطين كانت داخلة في المنطقة التى طالب بها الشريف حسين في كتابه المؤرخ في 15 يونية 1915 وأنه ما لم تكن فلسطين قد استثنيت فيما بعد من هذه المنطقة، فانه بجب عدها داخلة في المنطقة التي تعهدت بريطانيا العظمى بالاعتراف بالاستقلال العربي فيها وتأييده وهم يذهبون الى أن التفسير الصحيح للمكاتبات يجعل فلسطين مستثناة ولكنهم يعترفون بأن العبارة التى تضمنت هذا الاستثناء لم تكن محددة صريحة ولا غير قابلة للخطأ، كما ظن في وقتها.

<6>