إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان الخطة السياسية الصادرة من حكومة جلالته في 17 مايو 1939
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 717 - 726"

3 -

وضع البلاد في أحوال سياسية وادارية واقتصادية من شأنها ان تضمن ترقية مؤسسات الحكم الذاتى.

        وقد لفتت اللجنة الملكية ولجان التحقيق الاخرى التى سبقتها، النظر إلى الغموض المحيط ببعض العبارات الواردة في صك الانتداب كعبارة "وطن قومي للشعب اليهودى" ووجدت في هذا الغموض وفي ما نشأ عنه من الريبة حول الاهداف التى ترمي إليها الخطة السياسية سببا أساسيا للقلق والشحناء بين العرب واليهود. ان حكومة جلالته مقتنعة ان مصلحة السلام ورفاه جميع أهالي فلسطين تحتم وضع تعريف صريح للخطة السياسية ولأهدافها. ولقد كان من شأن اقتراح التقسيم الذى أوصت به اللجنة الملكية أن يوفر مثل هذه الصراحة غير أنه وجد أن تشكيل دولتين مستقلتين ضمن فلسطين احداهما عربية والأخرى يهودية يكون في استطاعتهما سد نفقاتهما بذاتهما ليس من الأمور العملية. ولذلك كان لزاما على حكومة جلالته أن تستنبط بدلا من التقسيم سياسة أخرى من شأنها ان تفى بما تتطلبه الحالة في فلسطين على وجه يتفق مع الالتزامات المترتبة عليها نحو العرب ونحو اليهود. وقد أدرجت آراء ومقترحات حكومة جلالته ادناه في ثلاثة أبواب هى:

 

1 - الدستور

2 - المهاجرة

3 - الأراضي

1 - الدستور:
        
لقد قيل في معرض الجدل أن عبارة "وطن قومي للشعب اليهودي"، تفسح المجال لصيرورة فلسطين على مرور الزمن دوله أو مملكة يهودية. ان حكومة جلالته لا تود أن تقارع الرأى الذى أعربت عنه اللجنة الملكية وهو أن الزعماء الصهيونيين كانوا يدركون حين صدر تصريح بلفور ان نصوص ذلك التصريح لا تحول دون قيام دولة يهودية في النهاية. غير أن حكومة جلالته تشاطر اللجنة الملكية الاعتقاد بأن واضعى صيغة الانتداب الذى أدمج فيه تصريح بلفور لا يمكن أن يكونوا قد قصدوا تحويل فلسطين إلى دولة يهودية خلافا لادارة سكان البلاد العرب . أما انه لم يكن المقصود تحويل فلسطين الى دولة يهودية فيمكن استنتاجه ضمنا من الفقرة التالية المقتبسة عن الكتاب الابيض الصادر سنة 1922:

        لقد قيلت أقوال غير مصرح بها مؤداها ان الغاية التى يرمى اليها هذا التصريح هي خلق فلسطين يهودية برمتها. واستعملت عبارات كمثل القول بأن فلسطين ستصبح يهودية، كما ان انجلترا انجليزية وحكومة جلالته تعتبر ان كل أمل كهذا غير ممكن التحقيق وهي لترمى الى مثل هذا الهدف كما انه لم يخطر في بالها في أي وقت من الأوقات أن يزول الشعب العربي أو اللغة أو الثقافة العربية في فلسطين أو أن تصبح مسيطرا عليها . وهي تود ان تلفت النظر الى أن نص التصريح المشار اليه (أى تصريح بلفور) لا يرمي الى تحويل فلسطين بكليتها إلى وطن قومي يهودي بل الى أن وطنا كهذا سيؤسس في فلسطين.

        غير ان هذا البيان لم يزل الشكوك ولذلك فان حكومة جلالته تصرح الآن بعبارة لا لبس فيها ولا ابهام انه ليس من سياستها أن تصبح فلسطين دولة يهودية. وهي

<2>