إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان وزير الخارجية البريطانية عن لجنة التحقيق الإنجليزية - الأمريكية لفلسطين
" ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 753 - 760"

بيان وزير الخارجية البريطانية
عن لجنة التحقيق الإنجليزية - الأمريكية لفلسطين في 13 نوفمبر
سنة 1945

      ما فتئت حكومة جلالته تعنى عناية متواصلة بمشكلة الشعب اليهودي من جميع نواحيها تلك المشكلة. التي كان مبعثها الاضطهاد النازي في ألمانيا والاحوال التي نجمت عنها.

      وانه لمن سوء الحظ حقا ألا يستطاع البت نهائيا في مصير عدد كبير من الناس من شتى العناصر ممن كانوا هدفا لهذا الاضطهاد الا بعد أن تستقر الأحوال في أوروبا. ان مصيبة ضحايا الاضطهاد النازي الذين كان بينهم عدد كبير من اليهود ليس لها نظير في تاريخ العالم. وتتخذ حكومة جلالته كافة التدابير التي يتسنى لها اتخاذها محاولة في ذلك تحسين حالة هؤلاء الناس السىء الحظ المنكودى الطالع. فالمشكلة اليهوديه مشكلة انسانية عظمى ولا يسعنا أن نقبل النظرية القائلة بوجوب اجلاء اليهود عن أوروبا وعدم السماح لهم بالعيش ثانية في تلك البلدان دون ما تمييز وتمكينهم من المساهمة بما يملكونه من قدرة ومواهب في سبيل استعادة رفاه أوروبا وازدهارها. حتى اننا بعد أن نكون قد قمنا بكل ما في وسعنا في هذا الصدد لن نكون قد أتينا بحل للمشكلة برمتها.

       لقد تقدمت الينا في الآونة الاخيرة طلبات للسماح بهجرة واسعة النطاق الى فلسطين . ففلسطين وان كانت تستطيع المساهمة في ذلك ليس بوسعها بحد ذاتها أن تهيئ الفرصة الوافية لمجابهة المشكلة بكاملها. وحكومة جلالته شديدة الرغبة في استجلاء جميع الممكنات التي تؤدى الى تهيئة فرصة مواتية لليهود يستطيعون معها النهوض والانتعاش.

       ان مشكلة فلسطين لمشكلة شاقة عسيرة في صميمها. فصك الانتداب على فلسطين يتطلب من الدولة المنتدبة تسهيل الهجرة اليهودية وتشجيع اليهود على الاحتشاد في الأرض مع ضمان عدم الحاق ضرر بحقوق ووضع الطوائف الأخرى من جراء ذلك وعلى هذا فان حكومة جلالته تضطلع بالتزام مزدوج ازاء اليهود من الناحية الواحدة وازاء العرب من الناحية الأخرى.

       ولقد كان الافتقار الى تفسير جلى سوغ لهذا الالتزام المزدوج السبب الرئيسي لما قاسته فلسطين من عناء خلال الست والعشرين سنة الماضية. فقد بذلت حكومة جلالته كل جهد للتوصل الى تدبير يتمكن العرب واليهود معه من العيش معا بسلام ووئام والتعاون على ما فيه خير البلاد ورفاهها، بيد ان جميع هذه الجهود باءت بالفشل. فكل تدابير قبل به فريق رفضه الفريق الآخر. وتاريخ فلسطين حافل منذ الانتداب بالاختلاف المتواصل بين العنصرين وقد انتهى هذا الاختلاف بين فترة وأخرى باضطرابات خطيرة.

<1>