إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان وزير الخارجية البريطانية عن لجنة التحقيق الإنجليزية - الأمريكية لفلسطين
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي،ج 1، ص 753 - 760"

2 -

وبعد النظر في التواصي المؤقتة التى ستتقدم بها لجنة التحقيق ستستقضى مع الفرقاء ذوى الشأن امكان استنباط ترتيبات مؤقتة أخرى لمعالجة مشكلة فلسطين الى أن يتسنى الوصول الى حل دائم لها.

3 -

ستعد حلا دائما لعرضه على الأمم المتحدة وسيكون هذا الحل متفقا عليه ان أمكن.

      إن المجلس ليدرك اننا قد ورثنا في فلسطين تراثا شاقا عسيرا ومما يزيد الواجبات الملقاة على عواتقنا تعقيدا التعهدات التى أعطيت في مختلف الأوقات الى سائر الفرقاء. تلك التعهدات التى نشعر اننا مرتبطون بشرفنا لتنفيذها. فأى انحراف عنيف دون التشاور المنطوى على الحكمة وسداد الرأى لا يمهد السبيل الى اتهام حكومة جلالته بنقض العقود والمواثيق فحسب بل يحتمل أن يؤدى الى رد فعل خطير في جميع أنحاء الشرق الاوسط وأن يثير قلقا واسع المدى في الهند.

      ان حكومة جلالته مقتنعة بأن السبيل الذي تنوى انتهاجه في القريب العاجل لا ينطبق على التزاماتها فحسب بل سيكون في نهايه الامر أفضل ما يكون لمصلحة كلا الفريقين ولن يضر على أى وجه من الوجوه بالاجراءات التى ستتخذ بناء على تواصى لجنة التحقيق ولا باحكام ميثاق الوصاية التي ستحل محل صك الانتداب الحالي وتسيطر على السياسة النهائية المتعلقة بفلسطين.

      ان حكومة جلالتة في انتهاجها هذا المنهح الجديد ترغب في أن توضح بجلاء ان مشكلة فلسطين ليست من المشاكل التي يمكن حلها عن طريق القوة وان كل محاولة يقوم بها أي فريق لحلها على هذا الوجه ستعالج بالحزم فينبغي أن يكون وليد البحث والتوافق ولن يسمح بأى حال من الاحوال بفرض حل قسرا.

      واننا لواثقون بانه لو تقدم العرب واليهود من هذه المشكلة بالروح التي ينبغي أن تعالج بها فلن يؤدى ذلك الى ايجاد حل لمشكلة فلسطين يكون عادلا لكلا الفريقين فحسب بل يكون بمثابة مساهمة عظمى في سبيل رفع لواء الاستقرار والسلام في ربوع الشرق الاوسط.

      وأخيرا ان أقدام حكومة جلالته وموافقة حكومة الولايات المتحدة على معالجة جميع المشاكل التي ولدها الاضطهاد النازي لدليل قاطع على تصميمها على معالجة المشكلة معالجة انشائية وبروح انسانية بيد انه ينبغى أن أؤكد ان هذه المشكلة لا يمكن معالجتها فيما يتعلق بفلسطين وحدها فحسب بل انها تتطلب توحيد الجهود وتضافر القوى لتفريج كربة هذه الشعوب المتألمة.

      وأود في الختام أن أضيف الى ما تقدم انني كنت طيلة هذه المدة في تشاور وثيق مع صديقي النبيل وزير المستعمرات حول هذا الموضوع الذي يهمه أمره إذ أن وضع فلسطين الانتدابي يجعل تلك البلاد ضمن نطاق مسئولية وزارة المستعمرات ولكنه أيضا على جانب كبير من الاهمية الى ذلك ان المشكلة هي كما يظهر بجلاء مشكلة دولية وتنوي حكومة جلالته أن تواصل معالجة هذا الموضوع بالتعاون الوثيق بين وزارتينا كي يتاح التوفيق بين مشكلة فلسطين الخاصة والمسائل الدولية الأوسع مدى التي تنطوي عليها هذه المشكلة ومعالجتها جميعا كمشكلة انسانية عظمى.


<6>