إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) نص الكتاب الذي وجهه الملك عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية إلى الرئيس روزفلت
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 745 - 1748"

أن تشعل نار الحرب والدماء بين العرب واليهودية فان تأييد الصهيونية سيوصل الى هذه النتائج .

        وان أخشى ما تخشاه البلاد العربية من الصهيونية هو:

1 -

انهم سيقومون بسلسلة من المذابح بينهم وبين العرب.

2 -

ستكون اليهودية الصهيونية من أكبر العوامل في افساد ما بين العرب والحلفاء وأقرب دليه على ذلك قضية اليهوديين في مقتل اللورد موين في مصر فقد قدر اليهود أن يختفى فاعلو الجريمة فيقع الخلاف بين الحكومة البريطانية ومصر.

3 -

ان مطامع اليهود ليست في فلسطين وحدها فان ما أعدوه من العدة يدل على انهم ينوون العدوان على ما جاورها من البلدان العربية.

4 -

لو تصورنا استقلال اليهود في مكان ما في فلسطين فما الذى يمنعهم عن الاتفاق مع أى جهة قد تكون معادية للحلفاء ومعادية للعرب وهم قد بدءوا بعدوانهم على بريطانيا بينما هم تحت حمايتها ورحمتها.

       لا شك ان هذه أمور ينبغى أخذها بعين الاعتبار في اقرار السلم في العالم عندما ينظر في قضية فلسطين . فضلا على ان حشد اليهود في فلسطين لا يستند الى حجة تاريخية ولا الى حق طبيعي وانه ظلم مطلق. فهو في نفس الوقت يشكل خطرا على السلم وعلى العرب وعلى الشرق الأوسط.

       وصفوة القول ان تكوين دولة يهودية بفلسطين سيكون ضربة قاضية لكيان العرب ومهددا للسلم باستمرار لأنه لابد وأن يسود الاضطراب بين اليهود والعرب. فاذا نفد صبر العرب يوما من الأيام ويئسوا من مستقبلهم فانهم يضطرون للدفاع عن أنفسهم وعن أجيالهم المقبلة ازاء هذا العدوان. وهذا بلا شك لم يخطر على بال الحلفاء العاملين على سيادة السلم واحترام الحقوق ولا نشك بأنهم لا يرضون هذه الحالة المقلقة لسلام الشرق الأوسط.

       ما كنت أريد في هذا المعترك العظيم أن أشغل فخامتكم ورجال حكومتكم العاملين في هذه الحرب العظمى في هذا الموضوع. وكنت أفضل - وأنا واثق من انصاف العرب من قبل دول الحلفاء - أن يستمر سكوت العرب الى نهاية الحرب لولا ما نراه من قيام هذه الفئة الصهيونية اليهودية بكل عمل مثير مزعج غير مقدرين الظروف الحربية ومشاغل الحلفاء حق قدرها عاملين للتأثير على الحلفاء بكل أنواع الضغط ليحملوهم على اتخاذ خطة ضد العرب تختلف عما أعلنه الحلفاء من مباىء الحق والعدل. لذلك أردت بيان حق العرب في فلسطين على حقيقته لدحض الحجج الواهية التى تدعيها هذه الشرذمة من اليهودية الصهيونية دفعا لعدوانهم وبيانا للحقائق حتى يكون الحلفاء على علم كامل بحق العرب في بلادهم وبلاد آبائهم وأجدادهم فلا يسمح لليهود أن ينتهزوا فرصة سكوت العرب ورغبتهم في عدم التشويش على الحلفاء في الظروف الحاضرة فيأخذوا من الحلفاء ما لا حق لهم فيه.

       وكل ما نرجوه هو أن يكون الحلفاء على علم بحق العرب ليمنع ذلك تقدم اليهود في أى أمر جديد يعتبر خطرا على العرب وعلى مستقبلهم في سائر أوطانهم ويكون العرب مطمئنين من العدل والانصاف في أوطانهم.


<4>