إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



مؤتمر فلسطين - (تابع) خطاب فارس بك الخوري ردا على خطاب مستر اتلي في 11 سبتمبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 805 - 806"

على ثقة تامة من أن هذا التعاون مهما كان كبيرا لا يؤدى الى نتيجة اذا اعترف لليهود في فلسطين بأي نوع من أنواع الكيان السياسي المستقل - كما اننا على ثقة أن في ذلك خطرا عظيما يهدد حياتنا الاقتصادية وتؤمل ان لا يدور في خلد أحد أن فائدة التعاون الاقتصادي تحملنا على التساهل في قضية فلسطين.

      انها لفرصة ثمينة حقا أن تجتمع الدول العربية في هذا المؤتمر لتعبر عن آمال العرب في المسألة الفلسطينية ولتنهض دليلا حيا على ان الدول العربية في صميمها شعب واحد اتحدت آماله وآلامه. ولئن أسفنا لشيء.. فهو أن نتلفت فلا نرى بيننا من يمثل فلسطين من أبنائها، ومع ذلك فالعالم العربي كله حينما يقف بجانب فلسطين في محنتها فانما يذود عن قطر من أقطاره وعن كيانه القومي وسلمه.

      اننا نشارك مستر أتلي الرأى بأن مشكلة فلسطين ليس من المستحيل حلها، فان بدا عليها شيء من الاستحالة فعله ذلك أننا نرى الحل الطبيعي سبيله واضح فندير له ظهورنا لنفكر في حلول مصطنعة. والحل الطبيعي الذي تمليه البداهة أن نعترف لأهل فلسطين بحق العيش في أرضهم آمنين وحق تقرير مصيرهم، كما يعترف بذلك لكل أمة من أمم الأرض، والا ننكر على الفلسطينيين تطبيق المبادئ الديمقراطية في وطنهم تلك المبادئ التى بذلت الامم الحرة في سبيلها ملايين الضحايا وأقامت عليها نظام الأمم المتحدة وضمنته المعالي السامية في ميثاق الاطلنطي والحريات الأربع.

      تلك هي النظرة الطبيعية للموقف ان خلصت النية وصح العزم على الوصول الى النتيجة الصحيحة. ان طبيعة الأشياء هي أن تكون فلسطين لأهلها ينعمون بالحياة الحرة الآمنة المطمئنة فيها على اختلاف أديانهم. وفي سبيل الوصول الى حل عادل مستقيم مع الأصول الديمقراطية لا يهمنا ان نرجع الى الماضي أو الى التاريخ أو الى أي جدل نظري إلا بالقدر اللازم لظهور الحق ووضع الأمور في نصابها وضعا يتيسر به الحل العملي. والذي يهمنا من الأمر هو ألا يفقد العرب في فلسطين حقهم التاريخي الخالد وان يعترف لفلسطين بحقها كإخوانها الدول العربية وان لا يقتطع شيء منها ليكون وطنا أو دولة لمجموعة من المهاجرين المنتسبين إلى أقوام شتى وان اتفقوا في الدين.

      وعلى هذا الوضع وفي هذه الحدود جئنا نبادل الرأي والمشورة في روح من الصداقة والتعاون مع بريطانيا العظمى لعلنا نهتدى واياها سواء السبيل فينشر السلام لواءه على العالم العربي ثم على أنحاء الأرض جميعا اذ السلام كما قيل كل لا يتجزأ ولقد اشار مستر أتلي الى اضطراب الأمن في فلسطين ونحن نشاركه الاسف على وصول هذه الحالة الى قدر عظيم من الخطورة والسوء. لقد بلغ التسلح الصهيوني حدا كبيرا والارهاب الشنيع الذي تقوم به العصابات الصهيونية يعرض باستمرار حياة السكان وأمنهم لخطر دائم، فاذا لم تنهض الدولة المنتدبة بواجبها فى حزم سريع فاننا نخشى أن تتطور الأمور إلى أسوأ مما هي عليه الآن مما قد يضطر الأهالي الالتجاء إلى وسائلهم الخاصة للدفاع عن أنفسهم.

      ولقد كان يسرنا كل السرور لو مكنت الظروف مستر أتلي من الاستمرار معنا في أعمال المؤتمر فله الشكر على اهتمامه بافتتاح المؤتمر ومشاركته في السيرة.

      اننا نتقدم اليكم واثقين من أنفسنا مطمئنين الى عدالة حقنا الذى لا ينازعنا فيه منصف.


<2>