إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) تصريح رئيس الولايات المتحدة (مستر ترومان) في 4 أكتوبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 853 - 855"

اللجنة الوزارية:

        وفى 11 يوليو أعلنت تكوين لجنة وزارية بشأن فلسطين والمشاكل الخاصة بها مكونة من وزيرى الحربية والمالية ليساعدانى فى النظر فى توصيات لجنة التحقيق الانجلو- أمريكية. ان المندوبين الخبراء فى هذه اللجنة الوزارية غادروا برئاسة السفير هارى ف. غرادى الى لندن فى 10 يوليو 1946 للتباحث مع ممثلى الحكومة البريطانية فى الطريقة التى بها ينفذ التقرير على أحسن وجه.

        وقد قدم هؤلاء المندوبون الخبراء فى 24 يوليو 1946 تقريرا يشار اليه عادة بمشروع موريسون الذى يطالب بمشروع استقلال اقليمى بامكانه أن يؤدى أخيرا الى دولة ثنائية القومية أو الى تقسيم.

        لكن المعارضة لهذا المشروع ظهرت بين أعضاء الأحزاب السياسية الرئيسية فى الولايات المتحدة وذلك فى كل من الكونجرس واتحاد البلاد.

        ووفاقا للمبدأ الذى حاولت أن أتبعه باستمرار وهو أن أحصل على درجة قصوى من الوحدة فى داخل البلاد وبين الأحزاب بشأن العناصر الأساسية فى السياسة الأمريكية الخارجية لم يكن فى وسعى أن أمنح تأييدى لهذا المشروع.

        ومع ذلك فقد أعرت هذه القضية جل اهتمامى وأبنت مرارا كما ألححت على اتخاذ خطوات فى أقرب لحظة ممكنة لقبول 100.000 لاجئ يهودى الى فلسطين.

        وفى تلك الأثناء كانت هذه الحكومة قد أبلغت عن جهود الحكومة البريطانية لدعوة ممثلى العرب واليهود الى لندن. بقصد الوصول الى ايجاد حل لهذه القضية المؤلمة. وقد عقدت الأمل فى امكان الوصول الى حل عادل كنتيجة لهذه المحادثات. وفى حين ان جموع الفرقاء المدعوين لم يجدوا أنفسهم قادرين على الحضور، فقد خالجنى الأمل بأن هنالك لاتزال امكانية بأن ممثلى الوكالة اليهودية قد يشتركون. واذا كان الأمر كذلك، فان الأمل فى ايجاد حل انشائى متفق عليه يكون قد ازداد. والحكومة البريطانية قدمت للمؤتمر ما يدعى بمشروع موريسون لاجل الاستقلال الاقليمى وصرحت بأن المؤتمر يتقبل مقترحات أخرى. وفى هذه الأثناء اقترحت الوكالة اليهودية حلا للقضية الفلسطينية عن طريق انشاء دولة يهودية قابلة للحياة تتولى هى الاشراف على هجرتها وسياستها الاقتصادية فى منطقة كافية فى فلسطين بدلا من أن تكون فى جميع فلسطين كما اقترحت أيضا اصدار الشهادات لمائة ألف مهاجر يهودي حالا. ولقد حظى هذا الاقتراح باهتمام واسع المدى فى الولايات المتحدة أى فى الصحافة كما فى المجتمعات العامة. ومن نتيجة المناقشات التى تلت هذا الاقتراح فانى أعتقد أن حلا على ضوء هذه الخطوط سيحظى بمعاضدة الرأى العام فى الولايات المتحدة. وانى لأعتقد بأن الثغرة بين المقترحات التى قدمت هى عظيمة جدا لدرجة لا يمكن سدها على يد رجال يتمتعون بالحكمة والنية الحسنة. وان حكومتنا على استعداد لتقديم معاضدتها لحل من هذا القبيل.

<2>