إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) رد الرئيس ترومان إلى الملك عبد العزيز آل سعود في 28 أكتوبر سنة 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي،ج 1، ص859 - 862"

فلسطين منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى التي أثمرت في تحرير الشرق الأدنى ومن ضمنه فلسطين وإقامة عدد من الدول المستقلة التي هي أعضاء في هيئة الأمم اليوم .

        إن الولايات المتحدة التي ساهمت بدمها ومواردها للانتصار في تلك الحرب لا يمكنها أن تتخلى عن بعض المسئولية من أجل الطريقة التي عوملت بها تلك المناطق المتحررة أو من أجل مصير الشعوب التي كانت قد تحررت في ذلك الوقت . وقد اتخذت الموقف الذي لا تزال تلتزمه ألا وهو تهيئة هذه الشعوب للحكم الذاتي ووجوب إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين . وإني لسعيد بأن أشير إلى أن أكثر الشعوب التي تحررت هم الآن مواطنون في بلاد مستقلة .

        والوطن القومي اليهودي - على كل - لم يكتمل بعد ، تقدمه تماما . ولذلك فانه من الطبيعي حقا أن تشجع هذه الحكومة الآن دخول عدد هام من المشردين اليهود في أوروبا إلى فلسطين لا ليجدوا هنالك ملجأ بل أيضا ليتمكنوا من المساهمة بمواهبهم وجهودهم في سبيل تشييد الوطن القومي اليهودي .

        ولقد كان مما يتفق تماما والتقاليد السياسية لهذه الحكومة بأني- منذ عام سبق- قد أخذت أراسل رئيس وزراء بريطانيا للإسراع في حل المشكلة الملحة أي مشكلة من تبقى من اليهود في معسكرات اللاجئين وذلك بنقل عدد هام منهم إلى فلسطين .

        ولقد كان اعتقادي الذي لا أزال متمسكا به والذي يشاركني فيه عدد عظيم من سكان هذه البلاد بأن ليس هنالك ما يساهم بصورة فعالة في تخفيف مصير من تبقى من هؤلاء اليهود أكثر من السماح بدخول لا أقل من 100.000 منهم حالا إلى فلسطين .

        ومع أنه لم يتخذ بعد أي قرار فيما يختص بهذا الاقتراح ، لكن هذه الحكومة لا تزال تأمل بأنه من الممكن السير بموجب الخطة التي رسمتها إلى رئيس الوزراء وفي نفس الوقت يجب أن نهتم بالطبع لبذل الجهود لفتح أبواب البلاد الأخرى - ومنها الولايات المتحدة - في وجه أولئك المساكين الذين هم الآن على أبواب شتاء السنة الثانية ولا مأوى لهم .

        وأنا من جانبي قد أعلنت بأني مستعد لمطالبة كونجرس الولايات المتحدة - الذي يجب تهيئة مساعدته بموجب الدستور- ليضع تشريعا خاصا يقبل بموجبه إلى هذه البلاد أعدادا إضافية من هؤلاء الأشخاص علاوة على حصة المهاجرين التي تقررت بموجب قوانيننا .

        وعلاوة على ذلك كانت هذه الحكومة تعمل جاهدة - مع غيرها من الحكومات في استقصاء إمكانيات التعويض في بلاد أخرى خارج أوروبا لأولئك الأشخاص المشردين الذين كانوا مضطرين إلى الهجرة من تلك القارة . وفي هذا الصدد ، كان مما شد عزمنا أن نلاحظ تصريحات مختلف زعماء العرب واستعداد بلادهم للمساهمة في هذا المشروع الإنساني وذلك بقبولها عددا معينا من هؤلاء الأشخاص في بلادهم .

<2>