إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) رد الرئيس ترومان إلى الملك عبد العزيز آل سعود في 28 أكتوبر سنة 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي،ج 1، ص859 - 862"

        وأنا اعتقد اعتقادا مخلصا بأن الأيام ستثبت إمكانية الوصول إلى تسوية مرضية لقضية اللاجئين تتفق تماما والخطة التي ذكرتها أعلاه.

         وأما فيما يختص بإمكانية استخدام اليهود العنف في مشاريع عدوانية ضد البلاد العربية المجاورة كما تصورتموه جلالتكم فيمكنني أن أؤكد لكم بأن هذه الحكومة تقف معارضة العدوان مهما كان نوعه أو استخدام الإرهاب في سبيل الأغراض السياسية . وبإمكاني أن أضيف أيضا بأني مقتنع بأن زعماء اليهود المسئولين لا تفكر بسياسة عدوانية ضد البلاد العربية الملاصقة لفلسطين .

        ولا يمكنني أن أوافق جلالتكم ولا بصورة على أن تصريحي الصادر في 4 أكتوبر يتناقض والموقف الذي اتخذ في التصريح الصادر باسمي في 16 أغسطس . إن التصريح الأخير عبر عن الأمل في الوصول إلى حل عادل لقضية فلسطين واتخاذ خطوات مباشرة لتخفيف حالة اليهود المشردين في أوروبا وذلك كنتيجة للمحادثات المقترحة بين الحكومة البريطانية وممثلي اليهود والعرب .

        ولسوء الحظ أن هذه الآمال لم تتحقق . فالمحادثات التي تمت بين الحكومة البريطانية وممثلي العرب - كما فهمت- قد تأجلت حتى ديسمبر دون إيجاد أي حل لقضية فلسطين أو اتخاذ أية خطوات من شأنها تخفيف حالة اليهود المشردين في أوروبا .

        وفي هذه الحالة يظهر أنه يقتضي على أن أذكر بقدر ما يمكنني من الصراحة أهمية القضية ورأيي فيما يختص بالاتجاه الذي به يمكن الوصول إلى حل يقوم على العقل والرغبة الطيبة وبالخطوات المباشرة التي يجب اتخاذها . وهذا ذكرته في تصريحي الصادر في 4 أكتوبر .

        وقد أشكل على الفهم لماذا يبدو أن جلالتكم تشعرون بأن هذا التصريح يتضارب مع الوعود السابقة أو التصريحات التي صدرت من هذه الحكومة. وربما من المستحسن أن نتذكر هنا بأنه في الماضي كانت هذه الحكومة - عند تلخيص موقفها من فلسطين قد أعطت تأكيدات بأنها لن تتخذ أي إجراء من شأنه أن يكون عدائيا للشعب العربي وبأنها أيضا حسب رأيها لن تتخذ أي قرار فيما يختص بالوضع الأساسي في فلسطين دون استشارة سابقة مع كل من العرب واليهود .

        وأني لا أعتبر إلحاحي على السماح بقبول عدد هام من اليهود المشردين إلى فلسطين أو تصريحاتي فيما يختص بحل قضية فلسطين يعبر بأي معنى عن عمل عدائي نحو الشعب العربي ، بل أن شعوري نحو العرب - عندما أفضيت بهذه التصريحات - كان ولا يزال ذا طابع ودي جدا . وأني ليعتريني الأسف لأي نوع من النزاع بين العرب واليهود ، كما أنى مقتنع بأنه لو نظر كلاهما القضايا التي تجابههما بروح من التفاهم والاعتدال لأمكن حلها لمصلحة جميع من يعنيهم الأمر بصورة دائمة .

        وأني فضلا عن ذلك لا أشعر بأن تصريحاتي كانت عبثا لتتخلى هذه الحكومة  

<3>