إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بلاغ حكومة الانتداب عن عمليات الإرهاب اليهودي في فلسطين
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي،ج 1، ص919 - 920"

خطيرة أخرى وهى أنه من الآن فصاعدا سيكون من الصعوبة بمكان على القوات البريطانية أن تنظر إلى أعضاء الطائفة اليهودية على انهم أشخاص يستحقون الحماية وهم بالفعل يستحقونها.

     وعلى الرغم من التكذيبات الرسمية فقد أصرت الوكالة اليهودية على القول بان قافلة سيارات عسكرية بريطانية كانت مسئولة عن الحادث العدواني في شارع بن يهودا ، ولا يعتقد أي شخص خارج الدوائر اليهودية بصحة هذا القول.

     ولن يخدم تكرار هذا القول أي هدف سوى إثارة الكراهية العنصرية والحقيقة هي أن السيارات المسئولة عن هذا الحادث العدواني ليست سيارات بريطانية أكثر من أن تكون من السيارات التي سرقت مرارا وتكرارا من قبل اليهود والتي استخدمت في مناسبات عديدة للفتك بعدد كبير من الناس يفوق عدد الذين قتلوا في شارع بن يهودا.

     وان البيان الذي أصدرته الوكالة اليهودية أخيرا والذي قالت فيه إنها تقف بجانب القانون والأمن بينما لا تفعل الحكومة ذلك . إن هذا البيان يجب أن يحكم عليه على ضوء الحقيقة الواقعة وهى انه لعدة سنوات خلت دأبت هذه المؤسسة الدولية على خرق القوانين في فلسطين وعلى انتهاك حرمة القوانين في البلاد الأخرى التي لها فروع فيهـا.

     والبرهان الأخير على ذلك رفض الوكالة اليهودية تقديم أي شهود من اليهود للإدلاء بإفادات في التحقيقات الرسمية التي تجرى حول حادث شارع هاسوليل وشارع بن يهودا ، ولم ترفض الوكالة ذلك فحسب بل دعت رجال البوليس إلى تقديم إفادات بأنفسهم إلى لجنة التحقيق التي عينت نفسها بنفسها بأمر من الوكالة اليهودية.

وقد تعهدت الوكالة اليهودية في شهر تشرين الثاني الماضي بتأليف قوة حرس مدني في غضون عشرة أيام تعرف بقوة "مشمار" لمعالجة أمر الجماعات الإرهابية المتمركزة في هذه المنطقة وبنتيجة هذا التعهد سحبت قوات الجيش والبوليس البريطاني بغية تجنب التدخل في أعمال هذه القوة ، وهاهي القوة حتى يومنا هذا لم تخرج إلى حيز الوجود ، وفي هذه المنطقة تواصل الجماعات الإرهابية علنا وبحرية أعمال قتل المواطنين اليهود أنفسهم ونهبهم ، ولم تقدم الوكالة اليهودية أية إيضاحات حول خرق تعهدها الذي قدمته.

     وتعترف الحكومة أن "الهاجاناه" أحبطت بين الحين والآخر أعمال هذه الجماعات الإرهابية ولكن لا توجد حتى الآن وسيلة لمعالجة أمر هؤلاء الأشخاص معالجة فعالة إلا باستخدام الأداة التي نص عليها القانون.

     وان الحكومة في الوقت الذي تقرر فيه واجب قوات الأمن في المحافظة على القانون والأمن ،وفي حين تواجه السياسة المتعمدة التي تسير عليها الوكالة اليهودية في جعل مهمة قوات الأمن من أشق ما يكون وأصعبه ، تود "أي الحكومة" أن تسترعى مرة أخرى - متشددة في ذلك كل التشدد - انتباه الطائفة اليهودية إلى الحقيقة الواقعة ، وهى أن استمرار أعمال الاغتيال الهوجاء والسكوت على الإرهاب لا يمكن أن يؤدى إلا إلى فقدان الطائفة اليهودية جميع الحقوق التي تؤهلها بأن تعتبر في نظر العالم من بين الشعوب المتمدينة.(*)



          (*) نقلا عن كتاب " كارثة فلسطين " عبد الله التل .

<2>