إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مؤتمر الشونة الذي عقد بين الملك عبد الله ووفد إسرائيلي برئاسة ايتان
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي،ج 1، ص 1025 - 1027"

        وبعد أن كرر الملك عبارات الترحيب بالضيوف ، اذن لرئيس الحكومة بالتحدث إلى الوفد رسميا وباسم الحكومة الاردنية.

كلمة توفيق أبو الهدى:

        أكلمكم باسم حكومة المملكة الاردنية الهاشمية وبحضرة جلالة سيدنا وأرحب بقدومكم الذى نأمل منه كل خير لصالح البلدين.

        إذا ذكرنا الماضى نجد كيف تورط الأردن فى الحرب ، والأسباب المباشرة كانت مدينة القدس القديمة، ومحاولة قواتكم الاستيلاء عليها مما أدى الى اشتباك الجيش العربى مع جنودكم اشتباكا فعليا . وما عدا ذلك لم تقع معارك من طرفنا.

        وتعلمون سعادتكم ان السياسة الأصلية التى سرنا عليها، هى أن يقف الجيش العربى على حدود القسم العربى فى فلسطين ولا يتعداه ولم يتعده بالفعل ولو أن تلك السياسة لم تقل أو تنشر، الا أنها كانت بالفعل مرسومة. ولم يكن هنالك ميل للحرب بالمرة ، ولا نية أكيدة. ويمكنكم أن تقدروا صعوبة موقفنا فى تنفيذ تلك السياسة المرسومة، وفي الانجراف مع سياسة الدول العربية مجاراة لها وللتغطية فقط. والآن لن نتقيد بعد اليوم بنصائح خارجية حتى ولا بالسياسة العربية. ونرغب من كل قلوبنا أن نصل معكم الى تسوية وصلح دائم. واذا توافرت لديكم حسن النية كما هى عندنا ، لا شك بأننا سننهى كل المشاكل بما تمليه المصالح المشتركة وحسن الجوار بين بلدينا.

        والمشكلة الحالية هى الهدنة الدائمة التى تطالبون فيها بتغيير الحدود وصعوبة ذلك علينا . وحكومة صاحب الجلالة ترى وجوب التقيد بمشروع التقسيم وفيه تقسيم المنطقة إلى:

(أ) منطقة داخلة حسب المشروع بدولتكم.
(ب) منطقة داخلة حسب المشروع لنا أى بالقسم العربى.

        فلماذا لا نتقيد الآن بذلك ، حتى لا تزيدوا من متاعبنا ، وخصوصا مشكلة اللاجئين..؟ لأن تحقيق مطالبكم هذه يجعل الحكومة وجلالة سيدنا فى مركز محرج ، ويعوق خطواتنا التى سنخطوها نحو الصلح النهائى معكم.

        وبمناسبة عودة فوزى باشا وهو الوزير المختص ، فقد انتدبته الحكومة مع فلاح باشا المدادحة والقائمقام أحمد صدقى الجندى وحمد الفرحان وكوكر، للتفاوض معكم هذه الليلة ، وكلنا أمل أن تتوصلوا مع وفدنا الى اتفاق حول المسائل المختلف عليها ، وهى فنية حسب اعتقادى ولا أرى لزوما لحضورها فتعذرونى. أما عن سرية الاتفاق فانا أميل الى ذلك ، مع انه ما من شىء يبقى مكتوما ولا بد من ظهوره . ولذلك فان اتفاقية هذه الليلة ستدخل فى اتفاقية رودس وكأنها جزء منها ، وهو ما جعلنا نستدعى صدقى بك ليشترك بنفسه فى محادثات الليلة.

<2>