إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان ايدن عن الشرق الأوسط بعد صفقة الأسلحة في 9 من نوفمبر 1955
"
ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1175 - 1177"

يكون مدبر هذه الأعمال على علم تام سابق بما سيكون عليه التأثير الحتمي للوصول الفجائي لهذه المقادير الكبيرة من الأسلحة فها هو قد أدى إلى اشتداد التوتر اشتدادا بالغا مع الاحتمالات الخطيرة جدا بين مصر وإسرائيل بصفة خاصة ومع ذلك فإن الدول عندما تقابل الواحدة منها الأخرى وجها لوجه وهي بحالة عدوانية فليس ثمة فائدة كبيرة في لومها إذا ما حصلت على الأسلحة حين يمكنها ذلك وليس من العدل إلقاء التبعة على الذي يحصل على الأسلحة وإنما على الذي يقوم بتزويده.

         فما هو واجبنا العاجل؟ إنه الحيلولة دون اندلاع نار الحرب، إن الجنرال بيرنز كبير مراقبي الهدنة في فلسطين والجندي الكندي الممتاز لم يأل جهدا في إبعاد قوى الفريقين بعضهم عن بعض وقد أظهر هو ومعاونوه صبرا وشجاعة في أعمال خطيرة يشكرون عليها.

         وهو الآن يحث كلا الفريقين على سحب قواته من منطقة العوجة المنزوعة السلاح إننا نولي اقتراحه الحالي تأييدنا الدبلوماسي في العواصم ذات الشأن ويجب ألا يكون هناك أي خطأ فكل دولة ترفض النصح بالاعتدال تفقد عطف هذا البلد وعطف البلدان الأخرى المحبة للسلام. ومتى فقد هذا العطف كان من الصعب استرداده.

يا سيدي المحافظ:

         لقد تلطفت فأشرت إلى تجاربي في وزارة الخارجية وأود أن أقول في هذا الصدد إنني لم يسبق لي أن عرفت حالة كهذه يتضح فيها أن ليس بإمكان أي من الفريقين أن يأمل على طول المدى بأية فائدة من اصطدام حربي وإنه لمن مصلحة الفريقين إيجاد منطقة منزوعة السلاح بينهما.

         ولقد قابلت جنرال بيرنز عندما كان في لندن منذ ثلاثة أيام وهو يعلم أنه إذا كان لدينا أي عون آخر نستطيع تقديمه له فيسرنا أن نفعل ذلك وسيكون ربحا عظيما إذا كان بالإمكان التقليل من خطر حوادث الحدود وسيكون ربحا أعظم إذا كان بالإمكان معالجة مشكلة اللاجئين المفجعة.

         ويؤسفني جدا أن الدول ذات العلاقة لم تقبل حتى الآن تلك الجهود المضنية التي كرسها المستر جونستون من الولايات المتحدة لإعداد مشروعات الري وكان من الواجب قبولها إذ أنها لمصلحة الجميع من عرب وإسرائيليين على السواء ونحن على استعداد للمساعدة هنا أيضا كما فعلنا في قضية اللاجئين.

         وتحت القشرة البركانية لهذه الأخطار المحتقنة لا يزال يكمن خطر أبعد غورا فالعداء بين إسرائيل وجيرانها العرب ما برح قائما وهنا لم يكن الزمن علاجا ناجحا وليس ثمة من تقدم أطلعكم عليه حدث منذ اتفاقات الهدنة قبل ست سنوات. ولولا هذا الشعور الحاد الدائم لوقفت بلدان الشرق الأوسط جهودها على مشروعاتها الاقتصادية والاجتماعية ولعكفت على بناء مجتمعات مزدهرة في أراضيها.

         ولقد حاولت كما ذكرنا آنفا زمنا طويلا فيما مضى إيجاد صعيد مشترك لتسوية ما وأعتقد أن الوقت حان الآن إذ أن مخاطر الحالة الشديدة تجبرنا على المحاولة من جديد.

         ويترتب علينا أن نحاول بوجه ما معالجة سبب المشكلة الأساسي وتقع على بلدنا تبعة خاصة في هذا كله لما لنا من صداقة تقليدية عريقة مع الشرق الأوسط،

<2>