إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان ايدن عن الشرق الأوسط بعد صفقة الأسلحة في 9 من نوفمبر 1955
"
ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1175 - 1177"

وأعتقد أنه يجب أن يكون بالإمكان إيجاد صعيد مشترك بين الموقفين، فإن هنالك بعد هذا كله مصلحة واحدة ينبغي أن يشترك فيها الطرفان فلا إسرائيل ولا جيرانها العرب يودون أن يروا خلافاتهم تتحول لمنفعة جانب آخر على أتم الاستعداد للحصول على هذه المنفعة ومن نقطة الانطلاق هذه أليس في وسعنا جميعا أن نعيد النظر في المقترحات التي دعت إليها حكومة الولايات المتحدة ودعونا لها نحن أنفسنا؟

         ورغبتنا الوحيدة في هذا - لو أن أصدقاءنا من العرب والإسرائيليين يولوننا ثقتهم فقط - هي المساعدة في إيجاد وسيلة للعيش تمكن الشعوب التي يعنيها الأمر من أن تعيش جنبا إلى جنب بسلام ولنعط مثلا واحدا:

        إن أمكن الوصول إلى تدابير مقبولة بينهم بشأن الحدود فإننا أي حكومة صاحبة الجلالة مع الولايات المتحدة على ما أعتقد وربما مع دول أخرى أيضا سنكون مستعدين لتقديم ضمانة رسمية للجانبين قد تفضي في النهاية إلى الثقة والطمأنينة الحقيقيتين وقد تقدم بلداننا أيضا مساعدة جوهرية مالية وغيرها بشأن مشكلة اللاجئين المفجعة وهذا كله سنعمله ولكن ألا نستطيع الآن أن نخطو ولو خطوة صغيرة أخرى أبعد من ذلك؟

        إن الموقف يتلخص اليوم في أن العرب من جهة متمسكون بقرارات الأمم المتحدة لعام 1947 وغيرها من القرارات. هذا هو موقف العرب وقد قالوا أنهم مستعدون لفتح باب التفاوض مع إسرائيل على هذه القاعدة وأما الإسرائيليون من جهة ثانية فإنهم يقفون عند اتفاق الهدنة لعام 1949 ويتمسكون بالأراضي التي يحتلونها في الوقت الحاضر. وبين هذين الموقفين توجد بطبيعة الحال فجوة واسعة ولكن هل بلغت هذه الفجوة من الاتساع حدا لا يمكن معه لأية مفاوضات عبورها.

        إنني أوافق على أنه ليس من الحق تجاهل قرارات الأمم المتحدة ولكن أيمكن في الوقت نفسه التسليم بأنه في حيز المستطاع تنفيذ قرارات الأمم المتحدة كما هي؟

        إن الحقيقة الساطعة هي أن على هذه الدول إذا كانت تبغي الظفر بالسلام الذي هو في مصلحة الطرفين والذي نود مساعدتها في نيله أن توفق بطريقة ما بين هذين الموقفين وإنني مقتنع بأنه في الإمكان تحقيق ذلك فإن كان في وسعنا تحقيقه أراح ذلك هؤلاء الملايين وأسعدهم وكلما أسرعنا كان ذلك أفضل ولكن إذا لم نفعل فليس ثمة أحد يستطيع التكهن بما عسى أن تكون عليه العواقب.

        وأود أن أقول الليلة يا حضرة المحافظ: إن حكومة صاحبة الجلالة وأنا شخصيا مستعدون لتقديم أية خدمة في هذه القضية وإذا كان هنالك من شيء نستطيع القيام به للمساعدة يسرنا أن نفعله من أجل السلام.


<3>