إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) رسالة ايزنهاور إلى الكونجرس الأمريكي في 5 يناير 1957
"ملف وثائق فلسطين عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1195 - 1200"

         وإني آمل وأعتقد أننا لو حققنا غرضنا هذا، كما هو مقترح في التشريع المطلوب، فإن كل حقيقة من هذه الحقائق من شأنها أن تساعد على وقف أي احتمال للعدوان. وإننا سنشجع الوطنيين الذين يحرصون على استقلال شعوبهم فإنهم سيشعرون أنهم لا يقفون وحدهم في وجه تهديد أية دولة من الدول العظمى.

         وأضيف أن الوطنية في هذه المنطقة تعتبر شعورا متدفقا. ويمنع الخوف أحيانا ظهور الوطنية الحقيقية، ولكن إذا تلاشى هذا الخوف فإن الجو يتهيأ لنمو الآمال الوطنية.

         وكما أشرت، أننا سنضطر إلى المساهمة في تدعيم اقتصاديات هذه البلدان أو مجموعة البلدان التي لها حكومات تغار على استقلالها، وتقاوم أعمال الهدم والتخريب وتستطيع مثل هذه الإجراءات أن تكون بمثابة ضمان ضد التغلغل الشيوعي.

         والكلام بدون العمل ليس كافيا.

         واسمحوا لي أن أعود إلى تخويل السلطة اللازمة لاستخدام قوات الولايات المتحدة لصد أي عدوان شيوعي مسلح يهدد استقلال بلدان الشرق الأوسط ووحدة أراضيها، إن هذه السلطة لا تمارس إلا برغبة الأمة التي يقع عليها العدوان وإنني آمل ألا تمارس مثل هذه السلطة قطعيا.

         ومن الضروري. إعلان هذه السياسة الخاصة بالدفاع عن المنطقة بتصميم وصراحة، وإذا خاب أملي وظهر وضع يدعو إلى تطبيق هذه السياسة من الناحية العسكرية فإنني سأحافظ على الاتصال الدائم بالكونجرس، وفي حالة عدم وجود الكونجرس في دورة الانعقاد ودعت خطورة الموقف إلى انعقاد الكونجرس فإنني سأدعوه إلى الانعقاد في جلسة خاصة.

         وتشمل هذه السياسة التي لخصتها أمامكم أعباء وأخطار للولايات المتحدة وهذه السياسة المقترحة لا تروق للذين يطمعون في المنطقة، فهم يحاولون الآن تشويه هذا الاقتراح.

         والحقيقة أن الشعب الأمريكي قدم تضحيات كبيرة من أجل الحرية ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وتقدر هذه التضحيات ببلايين الدولارات وبآلاف الأرواح الغالية.

         ويجب ألا تضيع هباء هذه التضحيات التي شملت مساحات واسعة من العالم.

         وفي تلك الفترات اتحدت كلمة الرئيس والكونجرس لخدمة مصالح الولايات المتحدة الحيوية وخدمة مصالح العالم الحر.

         ولقد عادت الفرصة مرة ثانية لتبلور وحدتنا الوطنية من أجل تدعيم الحرية والمحافظة على احترامنا العميق لحقوق كل أمة في الاستقلال صغيرة كانت أم كبيرة إننا لا نسعى وراء العنف بل وراء السلام، وعلينا أن نكرس جميع طاقاتنا وعزمنا لهذا الغرض.


<6>