إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان الدكتور جون ديفيز مدير وكالة إغاثة اللاجئين في مؤتمر اللاجئين العالمي في جنيف
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1239 - 1247"

بيان الدكتور جون ديفيز (*)
مدير وكالة إغاثة اللاجئين
في مؤتمر اللاجئين العالمي
بتاريخ يناير سنة 1961 (في جنيف)

         إن غايتي اليوم هي أن أقدم صورة صحيحة عن مأساة اللاجئين الفلسطينيين وحاجاتهم كما أراها، وإني أفعل ذلك على أمل أن تستطيع الهيئات التي تمثلونها من تقديم المزيد من المساعدات لهؤلاء المنكوبين.

         غير أنني قبل أن أفعل ذلك أريد أن أعبر عن تقديري العميق للمساعدات الفائقة الأهمية التي سبق للكثير من الهيئات الممثلة في هذه القاعة أن قدمتها وفي بعض الحالات تعود المساعدات التي قدمتها بعض هيئاتكم إلى ما قبل إنشاء الوكالة بأكثر من سنتين. ولقد واصلتم طيلة السنوات الثلاث عشرة الماضية إعانة اللاجئين بتقديم الكساء والتغذية الإضافية والمساعدات الصحية على أنواعها والتعليم وكثير من الخدمات الاجتماعية والشخصية من النوع الذي لا تستطيع الوكالة توفيره. ولقد توجتم هذا السجل الباهر بجهودكم الممتازة بتنظيم سنة اللاجئين العالمية والنهوض بها. أما الروح التي فعلتم ذلك بها والتي تحفز على العمل في سبيل الكائنات البشرية المعوزة، والاهتمام الشخصي والمحبة اللذان رافقا الخدمات التي قدمتموها، فقد زادت زيادة لا تقدر من قيمة جميع ما قدمتموه من خدمات، وموجز القول أنكم بذلتم أكثر من تقديم المساعدة لسد الاحتياجات المادية فقد ساعدتم على جعل حياة اللاجئ أكثر تحملا ببعثكم ولو قليلا من الأمل في نفسه وإبقائكم إيمانه في أخيه الإنسان وهذه عناصر تفتقر إليها معسكرات اللاجئين إلى حد بعيد. ولهذه الأسباب جميعها أشكركم كما أنني واثق أن اللاجئين يرغبون أيضا في أن أشكركم بالنيابة عنهم.

         على أنه بالرغم من فائدة هذه المساعدات لاتزال مشكلة اللاجئين دون حل، وفي الواقع أن عدد اللاجئين لا يزال يزداد بأكثر من 30.000 شخص كل عام وإن حالتهم لاتزال مفجعة من ناحية الآمال الخائبة وانعدام الفرص. وربما أن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ليست مستمرة فحسب بل إنها تكبر أكثر فأكثر مع مرور الزمن، فإن الحاجة إلى المساعدات الطوعية غير الحكومية تستمر على نطاق متسع. وإن هذه الحاجة المتزايدة هو الأمر الذي أريد أن أبحثه معكم الآن.

         واسمحوا لي عند هذه النقطة أن أوضح أنني عالم بأن العالم بوجه عام قد مل من سماع أنباء اللاجئيين الفلسطينيين ولقد وصلت هذه الحقيقة إلى مسامعي مرارا


          (*) منشورات الأمم المتحدة

<1>