إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان الدكتور جون ديفيز مدير وكالة إغاثة اللاجئين في مؤتمر اللاجئين العالمي في جنيف
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1239 - 1247"

         واسمحوا لي أن أضيف أن القوى التي ستكون مستقبل الشرق الأوسط هي في الأساس نفس القوى التي تعيد تكوين العالم اليوم، وهذا لا ينطبق في الحقل الاقتصادي فقط بل يتعداه إلى الحقلين الثقافي والسياسي وعلى أماني الشعوب في المناطق المتخلفة من العالم. وإن سجل عصر ما بعد الحرب بكامله يشهد على أهمية هذه القوى وصمودها. وبوجه عام إن أولئك الذين يسعون لإيقاف هذه القوى يمنون الفشل، وإني أرى أن هذا الأمر سينطبق على الشرق الأوسط بالنسبة للمستقبل بما في ذلك حل مشكلة فلسطين وإذا ما نظرنا إلى الأمر نظرة بعيدة، نجد أن حلا يفرض بطريقة مصطنعة سوف لا يدوم، وإن أي حل دائم يجب أن ينبع من عقول وقلوب ومشاعر شعوب المنطقة وأن يقوم على مبادئ أساسية عادلة، فإن الوكالة ليست هي وحدها التي ينبغي أن تعمل بانسجام مع القوى التي ستكون مستقبل الشرق الأوسط بل ينبغي أن تفعل ذلك أيضا كيانات أخرى خارجة عن المنطقة، تلك الكيانات التي تهتم اهتماما صادقا بسلام العالم.

         وفي غضون الفترة التي تسبق إيجاد حل، وأعيد مرة أخرى إن لا شأن للوكالة في صنع هذا الحل، تستطيع الوكالة أن تقوم بدور هام لصالح اللاجئين والعالم بتقديم خدمات أساسية للاجئين - أي تلك الخدمات التي تخفف من آلام البشرية والتي من شأنها بالإضافة إلى ذلك أن تعد عددا متزايدا من شباب اللاجئين لحياة نافعة منتجة بغض النظر عن المكان الذي سيعيشون فيه نهائيا. وأن تقوم بهذه الأعمال بطريقة تساعد على الاستقرار العام في الشرق الأوسط. وهذا بدوره سيؤدي إلى خلق جو يمكن القوى التي تكون مستقبل المنطقة على الحمل بطريقة أكثر انتظاما وسرعة وبقيامها بهذا الدور تساهم الوكالة مساهمة هامة في سلام العالم. وفي سبيل هذه الغاية أناشدكم أن تتعاونوا معنا وأن تقدموا لنا مساعدتكم الخالصة.


<9>