إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) الخطابان المتبادلان بين كيندي والسيد الرئيس
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1249 - 1259"

         إن حكومة الولايات المتحدة - وهي في ذاتها نتيجة لاتحاد تم بين عدة دويلات مستقلة - سرها أن تعترف بقيام الجمهورية العربية المتحدة يوم 22 فبراير سنة 1958 وهو يوم مولد واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية.

         ولقد لاحظت في الأسابيع الأخيرة بعض التكهنات عن الاتجاه الذي تسير فيه سياسة حكومة الولايات المتحدة فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط.

         وأود في هذا الصدد أن أؤكد لكم أن الآراء والأفكار التي ورثناها عن الرجال السابق ذكرهم جزء من الألياف السياسية التي يتكون منها كيان الأمة الأمريكية وإنني بوصفي رئيسا لهذه الأمه أعتزم التمسك بتلك الآراء والأفكار بمعنى أنكم ستجدوننا في كل وقت في كل مكان مساهمين في الكفاح في سبيل تحقيق تكافؤ الفرص وإقامة حكومات من الشعب وبالشعب لخدمة الشعب وفي سبيل التحرر من الغدر والخوف وكذا في سبيل تطبيق العدالة منذ تسوية المنازعات الدولية.

         وأود أن تعلموا ما يلي عن تطبيق هذه الآراء والأفكار العظيمة في سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط خلال السنوات القلائل المقبلة:

1 -

ستقدم الولايات المتحدة في نطاق أقصى ما في وسعها كل مساعدة ملائمة لكل دول الشرق الأوسط المصممة على التحكم في مصيرها بقصد توافر مزيد من الرفاهية لشعوبها مع السماح لجاراتها بالعمل على تحقيق هذه الأهداف الأساسية نفسها.

2 -

إن الولايات المتحدة مستعدة دائما للمساهمة- في نطاق الأمم المتحدة وخارج نطاقها- في البحث عن حلول للمنازعات التي تبدد الطاقات الثمينة لدول الشرق الأوسط وتؤخر التقدم الاقتصادي الذي تريد كل الشعوب الحرة أن تتمتع به عن حق.

3 -

إن الولايات المتحدة إذ تتطلع إلى تحسين حال شعوب الشرق الأوسط مستعدة للاستمرار في تقديم المساعدات اللازمة لتنفيذ برامج التنمية القومية الموضوعية طبقا لخطط دقيقة كما أنها مستعدة لأن تقدم المنتجات الغذائية الأمريكية طبقا لبرنامج "الطعام في سبيل السلام" كذلك فإن الولايات المتحدة -  مستعدة للاستمرار في تشجيع المبادلات التعليمية بقصد تيسير التقدم السياسي والاقتصادي.

         وإذا كان التوتر قد احتد واشتد مع الأسف في بعض مناطق العالم الأخرى فإن منطقة الشرق الأوسط ظلت خلال السنوات الثلاث الماضية هادئة نسبيا.

         والفضل في ذلك عائد بدرجة كبيرة إلى حكم الساسة زعماء المنطقة الذين أعطوا برامج التنمية الاقتصادية البناءة الأولوية في اهتمامهم ولقد أخذت أنا والمستر راسك وزير الخارجية من إجماع ممثلي مختلف دول الشرق الأوسط في الرأي الذي أعربوا عنه وأكدوا فيه أن تبقى حالة الهدوء النسبي سائدة بالمنطقة.

         بيد أن ثمة حالات من التوتر مازالت مختفية تحت هذا الهدوء الظاهري ومن هذه الحالات النزاع العربي الإسرائيلي الباقي بدون حل وإني أعلم أن ثمة مشاعر عاطفية عميقة متصلة بتلك المسألة وإنه ليس ثمة حل سهل ظاهر لها.

<2>