إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان السيد علي صبري، أمام مجلس الأمة عن أزمة العلاقات بين بون والقاهرة
"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 56 - 66"

وألمانيا الغربية، اذا ما استمرت مساعداتها العسكرية لإسرائيل، والأمة العربية تعتبر إسرائيل، أعدى أعدائها، والركيزة الاستعمارية العنصرية، التي اغتصبت قطعة من الوطن العربي، وتتحفز لاغتصاب المزيد من أرض العرب، لتمتد من النيل إلى الفرات، على أنقاض الشعب العربي كله .... وقدمت الجمهورية العربية المتحدة، الشكر والتقدير، لحكومة أسبانيا، على مسارعتها، بتقديم وساطتها ومساعيها ....
        ولقد دارت خلال الأيام القليلة الماضية اتصالات بين القاهرة ومدريد وبون في محاولة للتوصل إلى حل لهذه الأزمة، التي تكاد تقضي على العلاقات الودية بين البلدين.
        وأمس أبلغت حكومة ألمانيا الاتحادية رسميا، حكومة أسبانيا، قرارا باتخاذ الإجراءات الآتية، ابقاء منها على صداقة الجمهورية العربية المتحدة والأمة العربية، ويقضي هذا القرار بما يأتي:-

 

أولا:

وقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل.

 

ثانيا:

تبين بصفة مؤكدة أن المواد المشحونة في الوقت الحاضر إلى إسرائيل والتي ما تزال في الطريق إليها، ليست من المواد العسكرية والعتاد الحربي، والا كانت الجمهورية الاتحادية الألمانية قد أعادتها إلى ألمانيا من الطريق.

 

ثالثا:

العودة بسياسة ألمانيا الاتحادية إلى الالتزام بمبدأ حظر شحن الأسلحة إلى المناطق الحساسة والتي يسودها التوتر الدولي.

          وهكذا أسفرت الوساطة الأسبانية عن تطور جديد في موقف حكومة ألمانيا الاتحادية، يتم بالحرص على المصالح المشتركة والصداقة المتبادلة بين الشعبين العربي والألماني.
        اننا ننتظر بعد هذه الخطوة التي أعلنتها ألمانيا الغربية رسميا، ان تتخذ الخطوات العملية الايجابية الجديدة، لتنفيذ هذه السياسة نصا وروحا ...

        وإننا بدورنا نرجو للعلاقات بين بلدينا ان لا تعود الى حالة التدهور التي بلغته وان تبقى الصداقة التقليدية بيننا ...
        ومهما يكن من أمر، فان بلادنا تتابع بترقب ما سيحدث في المستقبل القريب من أحداث واجراءات.
        وتبقى الجمهورية العربية المتحدة على سياستها، تجعل المودة والصداقة لكل من يبادلها مودة وصداقة، وتمد ايديها بالتعاون لمن يتعاون معها وتحسب خطى علاقاتها على هدى من معاملة الدول الأخرى.
        والله ولي التوفيق ... والسلام عليكم ورحمة الله ....


<10>