إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان السيد علي صبري، أمام مجلس الأمة عن أزمة العلاقات بين بون والقاهرة
"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص56 - 66"

        واذا كانت الجمهورية العربية المتحدة، قد سلكت - من قبل - الوسائل الدبلوماسية التقليدية ازاء العلاقات المتزايدة، بين حكومة بون واسرائيل، فانها وهي تؤدي دورها الطبيعي- لا تستطيع أن تسكت أو تقف موقفا سلبيا، ولا أن تصدق بعد ذلك المبررات والأعذار، أمام ما يدير في الخفاء ضد الشعب العربي ولمصلحة دولة عنصرية غير شرعية استمدت بقاءها حتى اليوم من صور الغدر والخديعة والإرهاب ... وأطماعها لا تقف عند حد اغتصاب قطعة في قلب الأمة العربية، بل انها تحاول جاهدة بعون من الاستعمار والسيطرة، ان تمتد لتدمير الكيان العربي، ولو ادى ذلك الى ابادة الشعب العربي، صاحب هذه المنطقة، وصانع كل ذرة من الحياة عليها بأمر من الله وعونه ....
        هكذا برزت في الفترة الأخيرة، علامات الخطر التي أدت إلى تدهور العلاقات بين الجهورية العربية المتحدة وحكومة المانيا الاتحادية ....
         ايها السادة اعضاء مجلس الأمة:

         يجدر بنا أن نستعرض هنا تطور سياسة الجمهورية العربية المتحدة تجاه المانيا الغربية وتجاه المشكلة الالمانية التي خلفتها الحرب العالمية الثانية ....
        منذ أن قامت ثورة الثالث والعشرين من يوليو، وبلادنا تنتهج سياسة واضحة ومحددة، تجاه جميع المشاكل الدولية وتسلك طريق العلاقات المنزهة الصديقة، مع كل الشعوب صغيرها وكبيرها، لا تنحاز مع الأهواء أو الاغراءات، ولا تسكت عن أي تهديد أو ضغط، لا تعمل في الظلام والسر، ولا تخفي امرا وتعلن غيره، انما مضت سياستنا الصادرة من القاهرة وحدها واضحة وصريحة للعالم كله رغم ما واجهتنا من تحديات وصعوبات بالغة ...
        وكما قال الرئيس عبد الناصر، "اننا نسالم من يسالمنا ونعادي من يعادينا"، نؤمن بمبادئنا، النابعة من ضميرنا، ايا كان الصديق ومهما كان العدو ...
        لقد كانت سياسة بلادنا تجاه المشكلة الالمانية مثلا، قائمة على نفس المبدأ الذي نؤمن به لأنفسنا بالنسبة لشعبنا العربي، وندعو به لقضايا غيرنا من الشعوب التي فرضت الظروف والاحداث أو فرض الاستعمار عليها التجزئة والتقسيم ... نؤمن بتوحيد الشعوب التي قسمها الاستعمار بعد الحرب العالمية الأولى أو التي قسمتها القوى المتصارعة وظروف الحرب العالمية الثانية ..
        ونؤمن في الوقت نفسه أن يتم توحيد اجزاء الأمة الواحدة بالوسائل السلمية، وبالارادة الحرة لهذه الشعوب، بعيدا عن المؤثرات الخارجية أو الضغط الأجنبي.

<2>