إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مذكرة المكتب السياسي للقوى الثورية الفلسطينية التي قدمها إلى المؤتمر الوطني المنعقد في القاهرة
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1341 - 1344"

الفلسطينية أينما كانت لا يملك أية رؤية عن عمل المنظمة ومثل هذه السياسة إذا استمرت خطتها أو برامجها الخاصة في العمل لن تؤدي إلا إلى نكسة للأمل المعقود على المنظمة وإلى استمرار في التخبط والضياع.

         ثانيا: سياسة تخطي القواعد الأساسية للعمل الفلسطيني وهي الجماهير الفلسطينية وفئاته الثورية المنظمة وإهمال التنظيم الشعبي السليم وعدم وضع خطوط مدروسة واضحة له بحيث أصبح كل موظف وكأنه دائرة تنظيم يعمل حسب اجتهاداته الشخصية، إن وجدت.

         ثالثا: اعتماد سياسة التصريحات العفوية والخطب العاطفية لاستقطاب العواطف والتصفيق والدموع بدلا من مجابهة الشعب الفلسطيني بحقائق الأمور مهما كانت معقدة ليكون هذا الشعب على مستوى تحديات القضية.

         رابعا: سياسة مداراة الواقع العربي في بعض البلدان العربية ومداهنتها حينا والتهديد بفضحها حينا آخر بحجة إمكانية تغيير سياستها بهذا الأسلوب. إن سياسة مثل هذه تؤدي إلى تمييع قضية التحرير وتشجع على المساومة عليها والمتاجرة بها. إن من حق الجماهير الفلسطينية المكافحة أن تعرف بوضوح مواقع أقدامها لتحدد بالتالي مواقفها وخطاها بإصرار وثبات ودون تردد.

         خامسا: اعتماد سياسة الرفاهية والبذخ والإسراف في مكاتب المنظمة ورواتب موظفيها على حساب ما يقدمه شعب فلسطين من عرقه وقوته ومما يقدم لهذا الشعب من معونات من أجل التحرير لقد أنشئت كل مكاتب المنظمة في أفخم مواقع العواصم العربية بدل أن تكون بين خيام اللاجئين وصرفت الرواتب الضخمة لمديري المكاتب وموظفيها وكأنهم سفراء لدولة كبرى. إن مثل هذه السياسة ستخلق بين الفلسطينيين طبقة برجوازية تعتاش بوجود منظمة التحرير بدل أن تضحي بالعمل من أجلها.

         سادسا: تعيين موظفي منظمة التحرير بناء على علاقات شخصية أوعائلية أو انتمائية ضمن سياسة الاسترضاء التقليدية وليس على أساس الإخلاص والكفاءة والاختصاص بحيث أصبحت مكاتب المنظمة وأجهزتها تضم في معظمها مجموعة من الانتهازيين والوصوليين الذين لا يفهمون من الكفاح والتضحية إلا بالقدر الذي يرضي أهواءه ونزواته الخاصة. أما معظم المخلصين منهم فإنهم يفتقرون إلى التجربة الثورية في العمل الكفاحي.

         سابعا: ظهور التناقضات والخلافات داخل أجهزة المنظمة واللجنة التنفيذية واتخاذها طابع الصراع الشخصي. في كثير من الأحيان. ومحاولة جر الفئات الفلسطينية والقطاعات الشعبية إلى هذا الصراع وذلك ليس انعكاسا لخلافات الفلسطينيين حول مناهج العمل ولكنه انعكاس للأسس التي اتبعت في تعيينه.

         ثامنا: عدم وضع برامج واضحة للموظفين وانتقاء اللجنة التنفيذية لعمل مكاتب المنظمة في البلدان المختلفة انعكاسا لافتقار المنظمة للسياسة المركزية المحددة ومحاولة إقناع الجماهير بأن ثمة أعمالا لتلك المكاتب. إذ قام بعضها بتدريب بعض فتيات المدارس كمسعفات ميدان والاحتفال - بحضور رجال الصحافة - بهذه المناسبات ففي الوقت الذي لا يوجد فيه جنود مدربون يحتاجون الإسعاف.

<2>