إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين بشأن النظام الانتخابي لمنظمة التحرير الفلسطينية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 515 - 525"

         والكيان الفلسطيني هو ضرورة تحتمها طبيعة معركة فلسطين. وحق من حقوق الشعب العربي الفلسطيني، ولذلك فقد كان، ولا يزال، من اهداف الهيئة ومبادئها، ان يتسم الكيان المنشود بالصفة الشعبية المحضة، وان ينبثق من صميم ارادة الفلسطينيين،  فيكون حراً مستقلا، قادرا على الاضطلاع بجميع الواجبات الوطنية، ومسؤولا امام  الشعب العربي الفلسطيني، ومن اجل ذلك فقد اصرت الهيئة العربية على ان يتم انشاء الكيان بالطرق الديمقراطية الصحيحة، وباجراء انتخابات عامة حرة نزيهة.
        وقد اجمع الشعب العربي الفلسطيني على طلب احياء الكيان وانشائه بالانتخاب العام.

الجامعة العربية والكيان الفلسطيني:
        ونظراً لاستمرار المطالبة بانشاء الكيان الفلسطيني، استجابت الجامعة العربية، في آذار 1959، لطلب الهيئة العربية وتعهدت بتحقيق رغبة الشعب. ولكن الجهود التي بذلت خلال 1959 - 1962 لاخراج الكيان الفلسطيني الى حيز الوجود، باءت بالفشل لاسباب واعتبارات كثيرة ادت الى تجميده. فاستأنفت الهيئة العربية مساعيها لتحقيق طلب انشاء الكيان وبلغ الحاح الهيئة العربية والشعب الفلسطيني على الدول العربية، لانشاء الكيان، الذروة عام 1963.
        فلما اجتمع مجلس جامعة الدول العربية، في دورته الاربعين بالقاهرة، في ايلول 1963، ايد بقرارات اتخذها بالاجماع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وممارسة حقوقه الوطنية بالطرق الديمقراطية، وانشاء الكيان الفلسطيني بالانتخاب العام.
        ولكن الجامعة العربية، نتيجة لبعض الاعتبارات العربية، وعوامل الضغط، ما لبثت ان تغافلت عن قراراتها الانفة الذكر. وعمدت بعض دولها الى التدخل في شؤون الفلسطينيين الداخلية، مما اعاد قضية فلسطين وشعبها الى الوصاية والسيطرة فقد عينت الجامعة السيد احمد الشقيري ممثلا لفلسطين فيها، ورئيسا لوفد فلسطيني، يختار هو  اعضاءه، الى الامم المتحدة، وانتدبته للقيام بجولة في الاقطار العربية، لاستطلاع آراء الشعب الفلسطيني في كيفية انشاء كيانه، وقد استنكر الفلسطينيون هذا التدخل، واحتجوا على مخالفة الجامعة لقراراتها، واصروا على انشاء كيانهم بالطرق الديمقراطية الانتخابية، ولكن الجامعة لم تأبه لارادة الفلسطينيين، وسكتت عن التجاوزات السافرة على مقرراتها.

خطة التعيين والفرض:
        وقد تبين بأن الغرض من اتخاذ قرارات الجامعة الانف ذكرها، كان للتمويه على الشعب الفلسطيني، وليتسنى للمعنيين بلوغ اهدافهم الضارة بقضية فلسطين وسلامتها. وبدلا من ان يقوم السيد بالمهمة الاستطلاعية المنوطة به، فانه تولى مباشرة انشاء الكيان الفلسطيني وفق ما رسم له من مخططات، فتجاوز مقررات الجامعة العربية وعمل على

<2>