إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



رأي الهيئة العربية العليا لفلسطين حول مقررات مؤتمر القمة العربى الثالث
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 525 - 533"

رأي الهيئة العربية العليا لفلسطين حول مقررات مؤتمر القمة العربي الثالث
فلسطين - نشرة الهيئة العربية العليا لفلسطين - العدد 55 - ايلول - 1965

         قضية فلسطين لا تماثلها اية قضية عربية اخرى، فهي ليست صراعا عربيا استعماريا فحسب، لكنها صراع مصيرى بين الوجود العربي والوجود الصهيوني، اللذين يختلفان اشد الاختلاف في عقائدهما وتضارب مصالحهما، فى الحاضر والمستقبل، ويتوقف على نتيجة هذا الصراع مصير الشرق العربي لا مصير فلسطين فحسب، فاما ان يظل عربيا حراً مستقلا، او يصبح مجالا حيويا للاستعمار واليهودية العالمية. ولا شك في ان كل يوم  ينقضي على الوجود الصهيوني في فلسطين يزيده قوة ومنعة وتمكنا في الوطن العربي، وان معالجة قضية فلسطين بالمطاولة والتسويف لا تزيد المعتدين الا غلوا في باطلهم وتماديا في عدوانهم، وتوسعا في اطماعهم، وان هذه القضية العربية المصيرية لو عولجت منذ بداية العدوان الصهيوني الاثيم، بالايمان والحزم والتصميم لما استفحل الخطر الصهيوني الى هذا المدى.

هل اعتبرت الامة العربية بكارثة فلسطين:
         هذه حقيقة لا مرية فيها، ولا يكابر فيها الا الذين عميت بصائرهم، او ماتت ضمائرهم. والهيئة العربية العليا لفلسطين، وقد صهرتها التجارب في معالجتها لقضية فلسطين والدفاع عنها، ما انفكت تهيب بالامة العربية، حكومات وشعوبا، ان تعي هذه الحقيقة وتضعها نصب عينيها، وتبادر الى مواجهة الواقع الخطير بما يتطلبه من حزم وتصميم وتعبئة لجميع القوى والطاقات التي تزخر بها اقطارنا العربية المترامية الاطراف، وامتنا العربية الكثيرة العدد والوفيرة الثروة. ومع ان كارثة فلسطين كانت اعظم درس، وابلغ عبرة للامة العربية ، وقد انقضت عليها سبع عشرة سنة كانت كافية لتنبيه الغافلين، وللم الشعب وتوحيد القوى لطرد العدو، وتحرير الوطن السليب من ربقته، فان الذي حدث كان العكس وبدت الامة العربية وقد ازدادت شعوبها تباعدا ، ودولها تنافرا ، واخذ بعضها بتلابيب بعض، وتحطمت قوى كثير منها في المعارك الجانبية والفتن الداخلية والخصومات الحزبية، وفعلت الدسائس الاجنبية فعلها في الكيد لهذه الامة وتفريق شملها وتفتيت وحدتها، حتى غدت وكأنها لا رابطة تربط بين اجزائها ولا وشائج تصل بين ابنائها، وغدا بعضهم عدوا لبعض، الا المتقين، وبدأ العرب كأنهم نسوا فلسطين وما

<1>