إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) البيان الذي وجهه الرئيس الحبيب بورقيبة إلى مؤتمر القمة العربي الثالث
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1965، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 1، ص 484 - 491"

بحملة سياسية واسعة النطاق في العواصم الأجنبية، للدعوة لقضية فلسطين، وشرح  جوانبها السياسية والإنسانية، وكسب الأنصار لها في العالم.
         وصادقت تونس على هذه المقررات، بما فيها احتمال الحرب، وتعهدت بالمساهمة فيها، بما تسمح لها به إمكانياتها.
         وما دام احتمال حرب تشنها كافة الدول العربية على إسرائيل في العاجل مستبعدا، لعدم تأهبها لذلك، واعتبارا للظروف العالمية الراهنة، وهذا ما يقره اغلب الأعضاء، فان المرحلة الأولى التي كان علينا ان نواجهها هي مرحلة سياسية، وكان الهدف الرئيسي من هذه المعركة عزل العدو لدى الرأي العام العالمي، وكسب عطف الدول غير الموالية لإسرائيل، ومضايقة الكيان الصهيوني، في الداخل بأعمال التخريب وحرب العصابات وفي الخارج بتنظيم حملة دعائية تشترك فيها أجهزة الإعلام ووزارات الخارجية.
         ولما كان من واجب تونس أن تقدم مشاركة إيجابية في هذا الصدد، أخذنا المسألة على  انها مسألة جد تفرض علينا الاضطلاع المباشر بما تعهدناه من مسؤوليات، لا في التنفيذ  فحسب بل أيضا في تدعيم الخطة بما تحتاج اليه في الميدان الدولي.
         ورأينا ان انجح وسيلة تكسب المناصرة الإيجابية ان نستند إلى مقررات كانت  صدرت عن هيئة الأمم المتحدة، ولم تطبق بسبب المعارضة الإسرائيلية.
         وكانت خطتنا تستهدف أحد أمرين:
         "إما أن ترضخ إسرائيل لمقررات المنظمة الدولية - وهو الأبعد - فتسمح برجوع  اللاجئين، وتتنازل عن قسم من الأرض المحتلة، فتغير بذلك معطيات المشكل لصالح العرب، وذلك بقيام دولة فلسطينية حرة تكون هي قاعدة الانطلاق للمعارك القادمة من  اجل الحل النهائي،
         واما - وهو - الأقرب - أن تصر إسرائيل على الرفض، فيضعف موقفها في المجال  الدولي بتضاؤل عدد أنصارها، وبما سيجده حتما أصدقاؤها من حرج في التمادي على تأييدها رغم خروجها عن شرعية الأمم المتحدة وبذلك يكون الموقف العربي هو الأقوى في  صورة استعمالنا القوة لتطبيق القانون الدولي." .
         فهذا هو معنى التصريحات التي فهت بها في خطابي للاجئين بأريحة، ثم تناولتها بالشرح في مناسبات عديدة.
         وقد انزعجت منها إسرائيل أيما انزعاج، لأنها أدركت خطورة الموقف، وفهمت ما يراد بها في حالتي الرفض والقبول.

<2>