إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان الهيئة العربية العليا لفلسطين بمناسبة ذكرى 15 أيار 1948
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 172 - 173"

بيان "الهيئة العربية العليا لفلسطين"
بمناسبة ذكرى 15 أيار 1948

بيروت 15 ايار - مايو 66
"فلسطين" نشرة الهيئة العربية العليا لفلسطين
العددان 62 و 63 - نيسان وايار 66

         "ستظل ذكرى الخامس عشر من ايار 1948 بمأساتها الكبرى، صفحة سوداء في تاريخ الامة العربية، تستوقف الاجيال العربية في حاضرها ومستقبلها، لاستجلاء ما غمض من العوامل والمؤثرات التي غيرت مجرى كفاح هذه الامة الشريفة في سبيل "فلسطين المقدسة" التي كانت، وستظل الميدان الذي سيتقرر عليه مصير الامة العربية باسرها.

         ولا شك في ان الوقوف عند هذه الذكرى الاليمة، ودراسة اسباب الكارثة وعواملها الحقيقية، لا الظاهرية، واجب على كل فرد من افراد الامة العربية، للوصول الى الحقيقة، وبلوغ افضل الوسائل لمعالجة هذه الكارثة التي مني بها العالمان العربي والاسلامي.

         ولم يعد سرا خفيا، ان من اهم اسباب الكارثة. الطرق، التي اتبعتها السياسة العربية الرسمية والوسائل التي توسلت بها حينئذ في معالجة قضية فلسطين، مما ادى الى تحويل المعركة من مستواها الشعبي الحر الطليق، الى المستوى الرسمي المكبل باغلال التناقضات والاختلافات والرضوخ الى الضغط الاستعماري، وحال دون اطلاق طاقات الامة العربية الهائلة في وجه أعظم تحد كانت عرضة له في تاريخها الطويل، ونتج عنه ابعاد شعب فلسطين عن معركة تقرير مصيره واستنقاذ وطنه المقدس الذي ظل ثلاثين عاما يذود عنه ويسترخص في سبيله المهج والارواح.

         وفي الوقت الذي تتضافر جهود الاستعمار والصهيونية على محو فلسطين وتصفية قضيتها وضياع شعبها العربي وغل يده عن اعادة تنظيم صفوفه واصبحت فيه هذه القضية تبحث على اساس المطالبة بتنفيذ قرارات الامم المتحدة التي تنطوى على التقسيم والاعتراف بالوجود الصهيوني، وتدويل مدينة القدس واقامة اتحاد اقتصادي بين العرب والصهيونيين ونحو ذلك من القرارات التي املاها العسف والطغيان ورضخت لها النفوس الذليلة، تعلن الهيئة العربية العليا ان استنقاذ فلسطين هو أمانة فى عنق كل عريي، وان اعادة انشاء كيان فلسطين امر مبرم لتحرير الوطن السليب والهيئة

<1>