إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين إلى وزارات الخارجية العربية بمناسبة تقديم الأسلحة الأميركية لإسرائيل
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 249 - 250"

مذكرة الهيئة العربية العليا الى وزارات
الخارجية العربية بمناسبة تقديم الاسلحة
الاميركية لاسرائيل

بيروت 28 - 5 - 66
"فلسطين" نشرة الهيئة العربية
العليا لفلسطين
العددان 62 و63 نيسان وايار 66

         "تقدم الهيئة العربية العليا لفلسطين اطيب تحياتها ووافر احترامها الى وزارة الخارجية الموقرة. راجية استرعاء النظر الى صفقه الاسلحة الاخيرة التي قدمتها الولايات المتحدة الاميركية  للسلطات الصهيونية في فلسطين المحتله.

         ان الولايات المتحدة الاميركية التي تحتضن السلطات الصهيونية الاستعمارية وتقدم اليها كل تأييد وعون، تواصل اليوم تنفيذ سياسة التحيز وتمضي في تقديم المساعدات العسكريه للصهيونيين متذرعة بضرورة حفظ توازن القوى بين السلطات الصهيونية من جهة والعالم العربي من جهة اخرى.

         لقد كانت الولايات المتحدة الاميركية تتجنب تقديم مساعدات عسكرية علنية للصهيونيين، كانت تعمد الى الاكتفاء بتقديم مساعدات سياسية واقتصادية لهم وتترك للدول الاجنبية الاخرى مهمة تقديم المساعدات العسكريه نيابة عنها، وذلك تظاهرا بالمحافظة على موقفها من تجنب الاشتراك في سباق التسلح في الشرق الاوسط ورغبة منها في تجنب استفزار الامة العربية استفزازا قد يؤدي بشعوبها الى الاضرار بالمصالح الاميركية في العالم العربي.

         لكن الولايات المتحدة الاميركية، بعد تمرسها بالسياسة العربية وتحديها المتوالي لمصالح الامة العربية، قد اصبحت مطمئنة الى ضعف ردود الفعل المحتملة من الجانب العربي، فراحت تمعن في التجاوز على المصالح العربية تجاوزا يهدد الامة العربية وكرامتها، وتقدم للصهيونيين علانية مساعدات عسكرية ضخمة، لا يمكن تفسيرها الا بالاستخفاف بالامة العربية وتدمير مستقبلها.

         ولا شك في ان هذا الاتجاه الخطير والاصرار من جانب الولايات المتحدة الاميركية ومساندتها  للعدوان الصهيوني باستمرار واندفاع، يضع الامة العربية امام الخطر الداهم مباشرة ويفرض عليها أن تمعن النظر في حقيقة موقفها واوضاعها، وتسلك السبيل الذي تؤدي الى سلامة كيانها ويحفظ لها السلامة والكرامة.

         فالهيئة العربية العليا لفلسطين التي ما انفكت تطالب بوضع خطة حازمة لمواجهة تحدي الدول الاستعمارية وبلزوم معاملة الدول العربية للدول الاجنبية على اساس مواقفها من قضية فلسطين، ترجو من الحكومات العربية الموقرة ان  

<1>