إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين إلى الحكومة البولونية بخصوص موقفها من إسرائيل
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومى، ج 2، ص 1497- 1499"

للوجود الاستعمارى فى فلسطين المحتلة يعتبر عملا غير ودى نحو الشعب الفلسطينى الذى أخرج من وطنه، وسلبت أملاكه واغتصبت حقوقه.

          ان الاستعمار كله لا يتجزأ، و "اسرائيل" ربيبته ومخلبه فى المشرق العربى، ولابد للدول المنضوية تحت لواء التحرير ومحاربة الاستعمار من الوقوف فى وجه الوجود الاسرائيلى الاستعمارى ومشاركتنا فى مكافحته والقضاء عليه. أما الوقوف الى جانب "اسرائيل" واستمرار دعمها وتأييدها فهو تنكر واضح لمبادئ التحرر ومحاربة الاستعمار.

          كما ان عداءنا للصهيونية الاستعمارية العدوانية لا يعنى تعصبا طائفيا ضد اليهود. فلقد عاش اليهود قرونا عديدة فى حماية العرب دون أن يكونوا عرضة لأى أذى أو اضطهاد دينى أو عنصرى، فان ديننا وتقاليدنا لا تقر أى تمييز أو اضطهاد للآخرين بسبب الدين أو العنصر.

          أما الصهيونية العالمية فهى حركة سياسية استعمارية هدفها تجميع يهود العالم وحشدهم فى فلسطين العربية بالقوة والاغتصاب تمهيدا لانشاء دولة "اسرائيل" الكبرى من "النيل الى الفرات" كى يتحكموا فى أسواق آسيا وافريقيا ويستغل كبار رأسمالى اليهود موارد الدول العربية وينهبوا ثرواتها العظيمة بالتحالف مع الدول الاستعمارية وفقا لتخطيط مدروس منذ سنة 1907 موجه ضد رغبة الأمة العربية فى التحرر وتحقيق التقدم الاجتماعى.

          فلقد اجتمعت فى لندن سنة 1907 لجنة من كبار خبراء الدول الاستعمارية الكبرى لدراسة أفضل الوسائل لضمان استمرار قوة الاستعمار العالمى وتوصلت بنتيجة الدراسة الى اقتراح يقضى بفصل المشرق العربى عن المغرب العربى عن طريق اقامة كيان لشعب غريب فى فلسطين قرب قناة السويس وآبار البترول وأنابيبه ومصباته وتتصل حدوده بالبحر الابيض شمالا والبحر الأحمر جنوبا ويشكل حراسة دائمة لمصالح الاستعمار وعائقا جغرافيا ضد وحدة العرب وحريتهم وتقدمهم الاجتماعى.

          لقد تحالف الاستعمار مع الصهيونية لاستغلال اليهود للقيام بهذا الدور تحت ستار الدين والعودة الى أرض الميعاد وبحجة الانتماء الى الحركة الصهيونية القائمة على أسس من التعصب القومى والتمييز العنصرى ونظرية الشعب "المختار".

          وتم نتيجة لهذا التحالف الاستعمارى الصهيونى اصدار وعد بلفور سنة 1917 وتكليف بريطانيا بتولى الانتداب على فلسطين وتأهيلها لانشاء الوطن القومى اليهودى.

          وفى ظل الانتداب البريطانى وقوانينه الجائرة تم تهجير مئات الوف اليهود من أوطانهم التى أقاموا فيها منذ زمن طويل، الى فلسطين العربية كما تم الضغط على الفلسطينيين بمختلف الوسائل حتى أدى ذلك الى زيادة عدد اليهود فى فلسطين من 56 ألفا فقط سنة 1917 الى 700 ألف سنة 1948 مقابل 1.200.000 عربى.

          لقد قاوم عرب فلسطين الهجرة الاستعمارية والغزو الصهيونى بكل قوة وأشعلوا ضد الاستعمار البريطانى والوجود الصهيونى الثورات المتتابعة، كما تمسك

<2>