إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين للدول العربية حول مشروع صهيونى لإلغاء وكالة الغوث
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1501- 1503"

أنه يعتزم زيارة لبنان والاردن وغيرهما من البلدان العربية قريبا، بحجة دراسة مشكلة اللاجئين أيضا، وليتذرع بهذه الزيارة كحجة تبرر التقدم باقتراحات ومشاريع لصالح الصهيونيين.

          ويلعب السناتور الصهيونى الامريكى فاريشتاين دورا أساسيا فى هذه القضية فقد تقدم فى 7 / 6/ 1966 بمشروع قانون من الكونغرس الامريكى بالاتفاق مع الآخرين كنيدى وكبار الصهيونيين، بالنص التالى:

          "بما ان الولايات المتحدة قد قدمت أضخم التبرعات التى زادت على 350 مليون دولار لتمويل وكالة الغوث من أجل اعاشة وتعليم اللاجئين الفلسطينيين العرب، وبالرغم من ان مجموع نفقات وكالة الغوث زاد على 500 مليون دولار، فان عدد اللاجئين يزداد على الدوام بسبب عجز وكالة الغوث عن حذف أسماء اللاجئين الذين توفوا أو الذين فقدوا صفة اللاجئين بسبب تمكنهم من الشغل واعالة أنفسهم. وبما ان وكالة الغوث مستمرة فى اعاشة اللاجئين الذين يتدربون على الاعمال العسكرية، لذلك فقد تقرر ما يأتى":

          "ان هذا المجلس يعلن رغبته لرئيس الجمهورية لكى يعمل بواسطة الولايات المتحدة فى الامم المتحدة، لتأييد اجراءات الامم المتحدة لاعادة تنظيم وكالة الغوث وتطهير قوائم اللاجئين من غير المستحقين بالعمل على الاسراع فى عملية امتصاص اللاجئين فى اقتصاد البلاد العربية، وعلى أن تتضمن الاجراءات ما يأتى:

1 -

عمل احصاء دقيق للاجئين.

2 -

نقل مسئولية ادارة وكالة الغوث بشأن توزيع الاعاشة والتعليم والصحة من وكالة الاغاثة الى الدول المضيفة.

3 -

تقديم الولايات المتحدة الى وكالة الغوث المساعدات التى تتحمل مسئولياتها الدول المضيفة، على شرط أن تستعمل الدول المضيفة هذه الاعانات للاسراع بتشغيل اللاجئين وامتصاصهم فى المحيط العربى.

          وقد علمت الهيئة العليا من مكتبها فى نيويورك ان هذا المشروع قد نظم فى فلسطين المحتلة وحمله أبا ايبان الى الولايات المتحدة فى زيارته الأخيرة حيث تشاور بشأنه مع النواب الامريكيين الصهيونيين الذين اتفقوا على أن يتقدم به نيابة عنهم النائب الصهيونى فاريشتاين.

          وتعتقد الهيئة العربية العليا ان الحكومات العربية الموقرة تقدر دون شك خطورة هذه الجهود الصهيونية لتصفية قضية اللاجئين والتحلل من الالتزامات الدولية نحوهم والمساعدة على امتصاصهم فى الاقتصاد العربى.

          كما تعتقد الهيئة أن هذه المساعى الصهيونية الاستعمارية الجديدة هى تتمة للمشاريع السابقة كمشروع هامر شولد ولجنة التوفيق وغيرها التى استهدفت جميعها فكرة التركيز على ان قضية فلسطين هى قضية لاجئين فى حاجة الى امتصاص وتوطين، أو الى تعويض رمزى عن أملاكهم المنهوبة.

          ان المحاولات الصهيونية الاستعمارية الحاضرة هى محاولات خطيرة تستوجب

<2>