تصريح مصدر مسؤول فى وزارة الخارجية السورية حول لاعتداءات الإسرائيلية على سورية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 331"

تصريح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية
السورية حول الاعتداءات الاسرائيلية على سورية

دمشق 23/7/66
(البعث - دمشق - 24 - 7 - 66)

         "تابعت الخارجية العربية السورية اتصالاتها بممثلي الاعضاء في مجلس الامن وشرحت لهم حقائق العدوان الاسرائيلي الاخير وكيف ان هيئة الامم المتحدة لم تنفذ اي قرار من مقرراتها المتعلقة بفلسطين منذ 18 عاما حتى اليوم، الامر الذي اوقع اليأس في نفوس الجماهير العربية من الهيئات الدولية وجعل من حقها ان تفتش عن اساليب اخرى لفرض حقها المشروع في الحياة ولحماية كرامة الشعب العربي من التهديد المستمر من الاهانات المتتالية".

         "ان هذه الشكوى قد تكون الاخيرة اذا لم تقف الدول المعنية الى الموقف المنسجم مع الحق العدل بادانة العدوان الاسرائيلي الذي لا يحتاج الى اثبات بعد التصريحات الوقحة والمذكرة الخطية التي قدمها حكام اسرائيل الى الامم المتحدة بذاتها واعترافهم بأنهم كانوا قد قرروا رسميا وعن سبق عمد وتصميم القيام بهذه الغارة دون اي استفزاز مسبق من قبلنا".

         وحجتهم في ذلك الرد والانتقام لاعمال الفدائيين من الفلسطينيين ان هذا الاعتراف الواضح يلزم جميع الدول ان تدين هذا العدوان المجرم. وان حجة اسرائيل وتصريحات رئيس وزرائها من انهم سيضربون سورية كلما تحركت الجماهير الفلسطينية المطالبة بحقوقها المشروعة، حجة باطلة ولا تعني سوى الحرب المحتمه وذلك ان سورية ليست مسؤولة عن حماية امن اسرائيل ولا ترغب في ذلك وان سورية لن تقوم بكبح جماح المليون وربع المليون عربي المشردين الذين يعيشون في ظل اقسى الظروف اللا انسانية من النضال من اجل العودة.

         ان سورية على العكس تضع وجودها من اجل ذلك ... ان تصريحات حكام ما يسمى باسرائيل باستمرار ضرب الاراضي العربية في الجمهورية العربية السورية كلما تحرك الشعب العربي الفلسطيني لتحرير وطنه المغتصب انما يعني الحرب ... بكل ما تحمل من نتائج وما قد تصل اليه من ابعاد.

         وان حكومة الجمهورية العربية السورية لن تسكت مطلقا عن هذه الاستفزازات وسوف ترد بجميع الوسائل المتوفرة لديها لحماية كرامة الشعب ولن تكون مسؤولة من جانبها عن تعكير السلام العالمي ...

         وان على الذين يقفون وراء اسرائيل ان  يتحملوا مسؤولية ذلك وستظل حرب التحرير الشعبية بالنسبة لنا المنطلق الرئيسي والاساسي لتحرير فلسطين .. ولن تستطيع قوة على وجه الارض ان تمنع الملايين المشردة طيلة 18 عاما من الزحف في طريق العودة.

<1>