إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين إلى الدول العربية حول تجربة منظمة التحرير في الاعوام الثلاثة الماضية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 385 - 388"

الداخلية وانهاء الحروب الجانبية وكل ما يستنزف قواها ويلهيها عن مجابهة الاعداء، وان تعمل من جهة اخرى لجمع كلمة الفلسطينيين  الذين هم الاساس والعماد في انقاذ وطنهم السليب، والذين كانت اوضاع الدول العربية وخلافات بعضها ومحاولة استغلالهم وتسخيرهم والزج بهم في شؤون البلاد العربية الداخلية واقحامهم في خصوماتها، من اهم اسباب تفريق كلمتهم وتشويه سمعتهم وحرمانهم من عطف كثير من اخوانهم العرب، وايصال قضيتهم الى وضعها الاليم الحاضر.

         ولا شك في ان صالح قضية فلسطين لا يكون الا بالعودة الى طريق الحق والعدل في معالجتها، والخطوة الاولى في ذلك هي انشاء الكيان الفلسطيني على اساس سليم ووضع ثابت قويم.

الكيان المنشود

         لقد طالبت الهيئة العربية العليا، باسم الشعب الفلسطيني، الدول العربية وجامعتها، منذ سنة 1950، بضرورة انشاء الكيان الفلسطيني ليتولى الشعب الفلسطيني زمام قضيته ويتحمل مسؤولية العمل لتحرير وطنه، بان يتم ذلك بطريق الانتخابات الحرة النزيهة.

         ولقد وافقت جامعة الدول العربية في دورتها الاربعين سنة 1963، بالاجماع، على المقترحات العراقية الخاصة بانشاء الكيان الفلسطيني بطريقة الانتخابات العامة، فرحب الشعب الفلسطيني بذلك.

         لكن مجلس الجامعة العربية لم يلبث ان بدل موقفه وقراراته السابقة وبالاكثرية بدل الاجماع قرارات خاصة بفرد من افراد الفلسطينيين ليس له في نفوسهم اى رصيد من ثقة او اية سابقة من جهاد او تضحية او اى عمل جدى لقضيتهم الا الكلام المنمق والخطب العاطفية الجوفاء.

         لقد وضح منذ ذلك الحين ان هناك خطة مرسومة تستهدف استبعاد العناصر الوطنية المخلصة عن ميدان القضية الفلسطينية لانتزاع هذه القضية من ايدى الشعب وقادته المخلصين تمهيدا لتحقيق خطة تصفيتها التي وضعتها بعض الدول الاستعمارية الكبرى كما تستهدف إلهاءه بسياسة شكلية بعيدة عن الجد والتصميم، وصرف ابصاره عن كارثة تحويل نهر الاردن الفاجعة ، والسير بقضيته خطوات واسعة في سبيل التصفية النهائية.

         تلقى الشعب الفلسطيني تلك القرارات والخطوات التنفيذية التالية لها بالدهشة والاستغراب، وتقدمت الهيئة العربية العليا، والهيئات والجماعات الفلسطينية الاخرى بكثير من مذكرات وعرائض الاحتجاج، بشجب انتزاع القضية من يد الشعب وتسليمها الى يد فرد معين واستنكار العدول عن مقررات جامعة الدول العربية التي نصت على:

         "تأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه وممارسة حقوقه الوطنية كاملة وان الوقت قد حان ليتولى اهل فلسطين امر قضيتهم ومن واجب الدول العربية ان تتيح لهم الفرصة لتمكينهم من ممارسة هذا الحق بالطرق الديمقراطية، وان مجلس الجامعة يؤيد المبادئ العامة التي يقوم عليها الاقتراح العراقي بشأن الكيان الفلسطيني".

اطلاق يد المنظمة

         لكن جامعة الدول العربية لاعتبارات واسباب  لا نريد ان نعرض لذكرها، تجاهلت مطالب الشعب الفلسطيني، وامعنت في تأييد الخطوات الفردية الدكتاتورية التي ادت الى تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية بشكلها الحاضر، واطلقت يدها القاصرة في العمل وامدتها بالتأييد السياسي والعون المالي الكبير الذي فاق جميع ما دخل على الحركة الوطنية والثورات الفلسطينية المتعددة خلال الثلاثين عاما من عهد الانتداب البريطاني.

         وسارت المنظمة باجهزتها، تعمل مدة ثلاثة  اعوام، يرقبها الشعب الفلسطيني والامة العربية لمعرفة النتائج التي ستتوصل اليها وخاصة بعد ان اتخذت لنفسها ميثاقا ورفعت شعارات جذابة   

<2>