إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مذكرة الهيئة العربية العليا للدول العربية بمناسبة افتتاح الكنيست اليهودي بالقدس
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1533- 1535"

          من هنا تتبين الاخطار البالغة والاضرار الجسيمة التى تترتب على خطوة الأعداء الأخيرة الجريئة بافتتاح مبنى برلمانهم فى القدس لزيادة سيطرتهم عليها ثم اتخاذها قاعدة انطلاق لتنفيذ مخططاتهم الخاصة بالاستيلاء على الضفة الغربية كما اعلنوا عن ذلك فى ظروف ومناسبات.

          ولا شك فى ان هذا يستوجب قيام الحكومات العربية الموقرة بمواجهة مخططات الاعداء على مختلف المستويات بكل جد وتصميم، والمبادرة الى اقرار ما يجب تنفيذه عاجلا لحماية القدس وتوكيد عروبتها ودعم الضفة الغربية وتحرير الأرض المقدسة جميعها من الاستعمار الصهيونى.

          ولا شك فى أن أهم ما يجب عمله فى هذا الموقف هو المباشرة بتحصين مدينة القدس ومنطقتها تحصينا كاملا، واقامة القواعد الدفاعية الكافية فيها مما تتطلبه خطورة الموقف، مع تسليح وتدريب جميع المواطنين ليشاركوا الجيش العربى الأردنى شرف الدفاع عن سلامة القدس والضفة الغربية عند أول بادرة من بوادر العدوان اليهودى.

          ونظرا الى الاوضاع الاقتصادية الخاصة بالضفة الغربية، واضطرار عدد كبير من الشبان الى مغادرة وطنهم سعيا وراء الرزق فى دول الخليج العربي وغيرها، وما يؤدى اليه ذلك من حرمان الضفة الغربية من عنصر الشباب وأصحاب الكفاءات العلمية والايدى العاملة، فقد أصبح من الضرورى جدا مضاعفة العمل على انعاشها صناعيا وزراعيا وتجاريا وثقافيا باقامة المزيد من المصانع والمزارع وشق الطرق وبناء المعاهد العلمية والدينية والمستشفيات وتيسير سبل التجارة والعمران مما يؤدى الى تنمية الطاقات داخل الوطن واستغلال جهد الشعب الفلسطينى واعداده لمواجهة الاعداء على أفضل وجه.

          أما على الصعيدين العربى والدولى فان الفلسطينيين يطالبون الحكومات العربية الموقرة ببذل جميع الجهود الممكنة لعرقلة خطط الاعداء المبيتة ضد القدس والضفة الغربية وذلك بالسعى لدى جميع الدول الاسلامية والصديقة وحملها على فتح قنصليات لها فى القدس العربية والعمل لاقناع الدول الاجنبية بعدم الاستجابة لمخططات الاعداء وبالامتناع عن نقل سفاراتها الى القدس المحتلة.

          كما أن الفلسطينيين يرجون الدول العربية الموقرة الاهتمام بالضفة الغربية اهتماما خاصا ودعم جهود المملكة الاردنية فى الدفاع عن البلاد، وتقديم المساعدات المادية والدبلوماسية اللازمة للحكومة الاردنية لتستطيع تحقيق برامج الانعاش الاقتصادى وتنفيذ خطة تحصين الخطوط الامامية وتسليح المواطنين وتدريبهم، والعمل على عقد اكبر قسم ممكن من الاجتماعات العربية الرسمية فى مدينة القدس ولا سيما اجتماعات الجامعة العربية ولجانها ومؤسساتها ومؤتمراتها المختلفة كمظهر للتضامن العربى والتصميم الجاد على حفظ عروبة المدينة المقدسة وحماية الضفة الغربية واستعادة الوطن العربى "فلسطين".

<2>