إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) رسالة وفد الهيئة العربية بنيويورك إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ردا على افتراءات أبا ايبان
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 433 - 436"

خجل وبالصفاقة الصهيونية المعروفة، ان ينسى العالم بانه وزملاؤه من أعضاء المنظمة الصهيونية العالمية ارتكبوا جرائم الحرب وجرائم بشعة ضد الانسانية بما اقترفوه من العدوان وارتكبوه من الاجرام ضد فلسطين وشعبها.

فلسطين دولة مستقلة

         ان فلسطين اعترفت بها سنة 1919 جميع الدول التي اجتمعت في باريس لعقد مؤتمر الصلح في فرساي كدولة مستقلة على ان تقدم لها المشورة والمساعدات من قبل دولة منتدبة الى الوقت الذي يستطيع فيه شعبها الوقوف على قدميه. أما وفقا للقانون الدولي فقد تم الاعتراف بفلسطين كدولة، لها اقليمها وحدود مرسومة وشعب جعل تطويره وخيره "أمانة مقدسة في عنق المدنية".

         ولكن على الرغم من هذه الحقائق فان العصابة الصهيونية الدولية تآمرت على تغيير"النظام السياسي والاقليمي المستقل لفلسطين" بالقوة، والعنف والمذابح. فان الاقلية الصهيونية التي استوردت للاقامة في فلسطين، لجأت الى القوة والارهاب عام 1948 لتغيير النظام السياسي والاقليمي المستقل لفلسطين ولحرمان سكانها الشرعيين من حقهم في تقرير المصير.

         وفي الحين الذي يقول "أبا أيبان" بأن  الاسرة الدولية "تعارض استعمال القوة لتغيير الاوضاع الدولية المعترف بها والقائمه بصورة مشروعة، فانه يتمسك بدون أي منطق،  بالعدوان الذي وقع على فلسطين وشعبها وبالاحتلال غير المشروع لفلسطين. ان أبا ايبان غادر موطنه الاصلي في اتحاد جنوب أفريقيا، وهاجر الى فلسطين بصورة غير مشروعة وساهم في المؤامرة الصهيونية المحزنة. وعلى الرغم من ذلك فانه لا يخجل ان يتدثر بثوب "وزير للشؤون الخارجية" لنظام الاحتلال الصهيوني القزم لفلسطين. فهل يعتقد أبا ايبان ان ميثاق الامم المتحدة ومبادئ القانون الدولي لم تكن منطبقة على فلسطين سنة 1948؟ او هل يعتقد ان للعصابة الصهيونية العالمية حصانة ضد نصوص ميثاق الامم المتحدة ومبادئ القانون الدولي؟ ان أبا ايبان حاول ان يوجد اقتناعا بان قضية فلسطين قد تم حلها عام 1948 وان اتفاقيات الهدنة تضع حدا لهذه القضية. وقال ان على الدول العربية ان تعتبر بان النزاع المسلح بينها وبين النظام الصهيوني غير المشروع في فلسطين المحتلة قد صفي بشكل نهائي. انه لم يكن لا للشعب العربي الفلسطيني ولا للدول العربية وشعوبها، في أي يوم من الايام، أدنى نية للسماح للعصابات الصهيونية الدولية بالبقاء  مستولية على وطن عربي ومتمتعة بسلب بيوت العرب وممتلكاتهم. ان الدول العربية وشعوبها مصممة على تحرير فلسطين من الاغتصاب والاستعمار الصهيوني.

         ان أبا ايبان ردد مرارا المزاعم الصهيونية الباطلة بأن للنظام الصهيوني القزم غير المشروع في فلسطين المحتلة "حقا كاملا في صيانة حصانة السيادة والسلامة في وجه استعمال القوة". هو يثير سخرية العالم عندما يدعي بان هناك سيادة وسلامة اقليميه لما يسمى (اسرائيل) فهذه الدولة المسماة (اسرائيل) ليست دولة لا في الواقع ولا في القانون، انها تتألف من أقلية يهودية دخيلة فرضها الحكم الاستعماري البريطاني على فلسطين، قامت عام 1948 بطرد أكثرية السكان الشرعيين من المسيحيين والمسلمين بالقوة والعدوان والاستيلاء على وطن عربي وبيوت وممتلكات عربية. ان احتلال العصابات الصهيونية الدولية لفلسطين لا يعطيها حقوقا في فلسطين ولا سيادة عليها. ان العصابات الصهيونية الدولية تكرر اليوم نفس الحجج التي كانت تتقدم بها الدول الاستعمارية أمام الامم المتحدة للدفاع عن استعمارها في وجه التحديات التي كانت تجابهها. ان الجمعيه العمومية لا تستطيع ان تنسى الحجج الفرنسية الواهية بان الجزائر كانت فرنسية،  انه يجب صيانة السيادة الفرنسية على الجزائر انه ليس للامم المتحدة أية سلطة او صلاحية للنظر في قضية الجزائر، وان مجرد وجود الجزائر اليوم كدولة مستقلة ذات سيادة في الامم    

<2>