إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) رسالة وفد الهيئة العربية بنيويورك إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ردا على افتراءات أبا ايبان
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 433 - 436"

سكان"، يشكل احتقارا لذكاء رجال الوفود المحترمين.

        انه لمن السخرية ان يسمح لممثل عن العصابة الصهيونية الدولية بان ينادي بشكل كاذب ومنافق، في الامم المتحدة، بحقوق الانسان، فكيف يتجرأ على الكلام عن حقوق الانسان مجرمو الحرب ومغتصبو الأوطان والممتلكات، ومقترفو جرائم ذبح الرجال والنساء والأطفال، ومرتكبو الأعمال الاجرامية البشعة في فلسطين التي تفوق الجرائم النازية في اوروبا وهم يمارسون اليوم جميع أنواع التمييز العنصري والديني ضد المسيحيين والمسلمين الذين تخلفوا في فلسطين المحتلة؟

الاتحاد السوفياتي يهمل الاستفزاز الصهيوني

        ان أبا ايبان لم ينس ان يثير مسألة اليهود في الاتحاد السوفياتي، فقد وصف، بما عرف عنه من تقصد ولغة متناقضة مضللة، محاولات الصهيونيين لاقناع يهود الاتحاد السوفياتي بالمجئ الى فلسطين، بأنها مسعى انساني لجمع شتات العائلات! ان أبا ايبان في قوله هذا، بتستره بشكل غير شريف، على الدوافع السياسية والعسكرية الصهيونية التي تقف خلف ما يقصده دعاية مثيرة ضد الاتحاد السوفياتي، ومنها حمل هذه الدولة على فتح أبوابها ليهودها للهجرة الى فلسطين، لغرض زيادة القوات الصهيونية المسلحة والعمل في فلسطين المحتلة. فنظرا لان الصهيونيين قد فشلوا في اثارة رغبة يهود العالم للهجرة الى فلسطين، ونظرا لنضوب معين مصادر الهجرة اليهودية الى فلسطين، فان العصابة الدولية الصهيونية تقوم الان بحملة بشعة اجرامية من المزاعم الباطلة ضد الاتحاد السوفياتي لحمله على فتح أبواب بلاده لهجرة اليهود منها.

        ان الوفد العربي الفلسطيني يود ان يعرب عن امتنانه وشكره لحكومة الاتحاد السوفياتي لرفضها هذه الاحتجاجات الصهيونية واهمالها لأعمال الاثارة والاستفزاز الصهيونية.

         وفي الختام يوم الوفد العربي الفلسطيني ان يرجو الوفود المحترمة ان تتفهم بعطف حق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره وان تؤيد هذا الحق.

        ان الوفد العربي الفلسطيني يعلن اعجابه ويؤيد النضال الشجاع الذي يقوم به أعضاء الامم المتحدة لتحرير شعب روديسيا من النظام العنصري الاستبدادي الذي اغتصب السلطة في هذه البلاد. ان أية مقارنة بين النواحي التاريخية والسياسية لمشكلة روديسيا وبين هذه النواحي لمشكلة فلسطين، يتبين ان القضيتين متشابهتان تقريبا. ان الاكثرية الشرعية من سكان روديسيا تتعرض لحكم أقلية اوروبية مستوردة وان الاكثرية الشرعية من سكان فلسطين كانت ضحية لعدوان قامت به أقلية  صهيونية اوروبية مستوردة الى فلسطين حرمت السكان الاصليين من حقهم في تقرير مصيرهم اغتصبت بيوتهم وممتلكاتهم. وهناك فرق واحد بين المسألتين، وهو ان الاكثرية الشرعية للشعب الروديسي، لا تزال مقيمة في وطنها، وفي بيوتها وأملاكها بينما طردت الاكثرية الشرعية من سكان فلسطين، العرب من وطن ابائها وأجدادها من قبل الصهيونيين المعتدين.

        وينتهز الوفد العربي الفلسطيني هذه المناسبة لمناشدة الدول الاعضاء في الامم المتحدة بحرارة ان تتفهم بعطف حقائق قضية فلسطين، وان تؤيد الشعب العربي الفلسطيني في نضاله لتحرير وطنه من الاحتلال والاستعمار الصهيوني، وان تمكنه من ممارسة حقه في تقرير مصيره واحتلال مقعده المشروع في الامم المتحدة.


<4>