إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) نص المذكرة التي بعثت بها القيادة العامة للجيش الأردني إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1966، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 2، ص 578 - 582"

من القيادة العربية الموحدة ينفي ما ورد بادعاء السيد الشقيري كان جواب السيد الفريق بالحرف الواحد: - ان القيادة العربية الموحدة لا تتدخل في التصريحات السياسية التي تصدر عن أي من المسؤولين العرب وليس من صالحها ذلك اذ يجب ان تبقى حيادية -.

         ونحن هنا نتساءل: لماذا غيرت القيادة العربية الموحدة خطتها الان وعملت على التدخل بالنسبة لتصريح السيد وصفي التل رئيس الوزراء الذي يختلف طابعه عن ادعاءات السيد الشقيري كل الاختلاف، اذ ان تصريح السيد التل لم يهدف الإساءة للقيادة العربية الموحدة بل بالعكس هدف الى التنبيه الى دروس مستفادة نتجت عن حادث الاعتداء الغاشم الذي وقع على قرية السموع بتاريخ 13 الجاري والتي كان يأمل ان تفسر تفسيرا بناء بحيث تؤخذ في حسابنا في معاركنا القادمة مع اسرائيل، اذ كما تعلمون سيادتكم فمعركة السموع لم تكن اول معركة ولن تكون اخر معركة لنا مع العدو المغتصب.

         3 - مع اننا نتفق مع الفريق عبد المنعم رياض في القول بان الدراسة العسكرية المشتركة التي قمنا بها مع القيادة العربية الموحدة على أثر تشكيلها بقرار من مؤتمر الملوك والرؤساء العرب الاول قد اظهرت النقص الكبير في مرافق الدفاع الجوي في الدول العربية بشكل عام وفي الأردن بشكل خاص، الا أننا يجب ان نوضح بان القيادة العربية الموحدة في خطتها التي عرضت على مؤتمرات القمة وما تبعها من اجتماعات قد وضعت القسم الجنوبي من الضفة الغربية في الأردن - وهي التي وقع عليها العدوان الاخير - تحت مسؤولية الغطاء الجوي التابع للجمهورية العربية المتحدة على أساس عدم توفر وحدات جوية كافية في الأردن للقيام بهذا الواجب وعلى أساس ان المعركة مع اسرائيل هي معركة العرب جميعا وليست معركة الأردن وحده، والقول بأن التغطية الجوية يجب ان تنبع من أرض الدولة ذاتها يخالف واقع الامر الذي صدر لنا بعدم انشاء قواعد جوية في جنوب الأردن، كما طلبنا من القيادة العربية الموحدة لتغطية المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية اذ أفادت القيادة الموحدة بان هذه المنطقة مغطاة جويا من قواعد الجمهورية العربية المتحدة الموجودة جنوبي قطاع غزة وفي سيناء، وعند استفسارنا عن مدى الطائرات من هذه القواعد اجبنا بان المدى من هذه القواعد لجنوبي الضفة الغربية هو أقصر من مدى قواعدنا الحالية الموجودة في الأردن.

         وأما بالنسبة للقول بان القيادة العربية قد طلبت تمركز المقاتلات العربية في أراضي الأردن فهو صحيح الى حد ما، الا أنه من المؤسف بان الدول التي لديها الإمكانيات لارسالها هذه المقاتلات قد اعتذرت عن ذلك ليس لنا فقط ولكن لسوريا الشقيقة ايضا، التي الح ممثلها في الاجتماعات في ذلك الوقت اللواء فهد الشاعر بطلب مركزة مقاتلات وأسلحة مضادة للجو ولكن اعتذر عن تلبية طلبه. وجاء على لسان أحد المسؤولين العسكريين الحاضرين في تلك الجلسة بان ما هو متوفر لدى دولته بالكاد يكفي احتياجات الدفاع الجوي لتلك الدولة ومن واجب الصراحة ان نبين ان احدى الشقيقات عرضت ارسال بضع طائرات لمركزها لدينا الا انها كانت من نفس النوع الذي لدينا اي انها مقاتلات أرضية من نوع هوكر هنتر ولاتفي ابدا بأغراض الدفاع الجوي أمام الاعداد الكبيرة  التي يمتلكها العدو، ولم تكن لتؤثر في أية معركة جوية، ولم يكن هذا هو القصد أصلا من مركزة مقاتلات جوية في الأردن، اذ لم تكن تفي بأدنى حدود الاحتياجات الفعلية فالمقاتلات الأرضية متوفرة لدينا وحاجتنا كانت لمقاتلات جوية وباعداد كبيرة.

         4 - ان قول سيادة الفريق عبد المنعم رياض بان القيادة الموحدة قد عرضت علينا توريد  حاجتنا من المقاتلات الجديدة من أحدث طراز في العالم فورا، واننا أصررنا على التعاقد على نوع أميركي من المقاتلات قديم ومجدد ويبلغ ثمنه ثلاثة أضعاف النوع الاول ويتم توريده فيما بين سنتين وثلاث، هو قول يحتاج الى تصحيح، والحقيقة هي أننا عندما كلفنا بالحصول على      

<2>